17 - أخبار وضاح اليمن ونسبه
  أحب روضة ولم يتزوجها وقال فيها شعرا:
  وكان وضّاح يهوى امرأة من أهل اليمن يقال لها روضة.
  / أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال:
  ذكر هشام بن الكلبيّ أنها روضة بنت عمرو، من ولد فرعان ذي الدروع الكنديّ.
  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال حدّثني محمد بن سعيد الكراني قال حدّثنا العمريّ عن الهيثم بن عديّ عن عبد اللَّه بن عيّاش(١):
  أنّ وضّاحا هوي امرأة من بنات الفرس يقال لها روضة؛ فذهبت به كل مذهب. وخطبها فامتنع قومها من تزويجه إياها؛ وعاتبه أهله وعشيرته. فقال في ذلك:
  صوت
  يا أيها القلب بعض ما تجد ... قد يعشق المرء ثم يتئّد
  قد يكتم المرء حبّه حقبا ... وهو عميد وقلبه كمد
  ماذا تريدين من فتى غزل ... قد شفّه السّقم فيك والسّهد
  / يهدّدوني كيما أخافهم ... هيهات أنّى يهدّد الأسد
  الغناء لابن محرز خفيف رمل بالوسطى عن عمرو. وفيها لحن لابن عبّاد، من كتاب إبراهيم، غير مجنّس:
  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثني سالم بن زيد قال أخبرني التّوّزيّ قال حدّثنا الأصمعي عن الخليل بن أحمد قال:
  كان وضّاح يهوى امرأة من كندة يقال لها روضة. فلما اشتهر أمره معها خطبها فلم يزوّجها، وزوّجت غيره، فمكثت مدة طويلة. ثم أتاه رجل من بلدها / فأسرّ إليه شيئا فبكى. فقال له أصحابه: مالك تبكي؟ وما خبرك؟
  فقال: أخبرني هذا أنّ روضة قد جذمت، وأنه رآها قد ألقيت مع المجذومين. ولم نجد لهما(٢) خبرا يرويه أهل العلم إلا لمعا يسيرة وأشياء تدلّ على ذلك من شعره، فأمّا خبر متصل فلم أجده إلا في كتاب مصنوع غثّ الحديث والشعر لا يذكر مثله. وأصابها الجذام بعد ذلك، فانقطع ما بينهما. ثم شبّب بأم البنين بنت عبد العزيز بن مروان زوجة الوليد بن عبد الملك، فقتله الوليد لذلك. وأخبارهما تذكر في موضعها بعقب هذه الحكاية.
  أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدّثنا أحمد بن زهير بن حرب قال حدّثنا مصعب بن عبد اللَّه قال:
  كان وضّاح اليمن يهوى امرأة يقال لها روضة ويشبّب بها في شعره، وهي امرأة من أهل اليمن. وفيها يقول:
  صوت
  يا روضة الوضّاح قد ... عنّيت وضّاح اليمن
  فاسقي خليلك من شرا ... ب لم يكدّره الدّرن
(١) كذا في أ، ء، م. وفي سائر الأصول: «عباس» وهو تصحيف.
(٢) في أ، ء، م: «لها».