كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

17 - أخبار وضاح اليمن ونسبه

صفحة 436 - الجزء 6

  قالت فإن البحر من دوننا ... قلت فإني سابح ماهر

  قالت فحولي إخوة سبعة ... قلت فإني غالب قاهر

  قالت فليث رابض بيننا ... قلت فإني أسد عاقر

  قالت فإن اللَّه من فوقنا ... قلت فربيّ راحم غافر

  قالت لقد أعييتنا حجّة ... فأت إذا ما هجع السامر⁣(⁣١)

  فاسقط علينا كسقوط النّدى ... ليلة لا ناه ولا زاجر

  / الغناء في هذه الأبيات هزج يمنيّ، وذكر يحيى المكي أنه له.

  / وقال في روضة وهو بالشام:

  أبت بالشام نفسي أن تطيبا ... تذكَّرت المنازل والحبيبا

  تذكَّرت المنازل من شعوب⁣(⁣٢) ... وحيّا أصبحوا قطعوا⁣(⁣٣) شعوبا

  سبوا فلبي فحلّ بحيث حلَّوا ... ويعظم إن دعوا ألَّا يجيبا

  ألا ليت الرياح لنا رسول ... إليكم إن شمالا أو جنوبا

  فتأتيكم بما قلنا سريعا ... ويبلغنا الذي قلتم قريبا

  ألا يا روض قد عذّبت قلبي ... فأصبح من تذكَّركم كئيبا

  ورقّقني هواك وكنت جلدا ... وأبدى في مفارقي المشيبا

  أما ينسيك روضة شحط دار ... ولا قرب إذا كانت قريبا

  ومما قال فيها أيضا:

  طرب الفؤاد لطيف روضة غاشي ... والقوم بين أباطح وعشاش⁣(⁣٤)

  أنّى اهتديت ودون أرضك سبسب ... قفر وحزن في دجى ورشاش

  قالت تكاليف المحبّ كلفتها ... إنّ المحبّ إذا أخيف⁣(⁣٥) لماشي

  أدعوك روضة رحب واسمك غيره ... شفقا وأخشى أن يشي بك واشي

  قالت فزرنا قلت كيف أزوركم ... وأنا امرؤ لخروج سرّك خاشي

  قالت فكن لعمومتي سلما معا ... والطف لإخوتي الذين تماشي

  فتزورنا معهم زيارة آمن ... والسرّيا وضّاح ليس بفاشي


(١) السامر: اسم جمع بمعنى المتسامرين.

(٢) شعوب: موضع قريب من صنعاء، وكان به قصر معروف بالارتفاع وحواليه بساتين بظاهر صنعاء.

(٣) في «مهذب الأغاني» (ج ٣ ص ٢٧ طبع مصر): «قطعا».

(٤) العشاش: جمع عشة (بالفتح)، وهي الأرض القليلة الشجر، وقيل: هي الأرض الغليظة.

(٥) كذا في الأصول.