كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

17 - أخبار وضاح اليمن ونسبه

صفحة 437 - الجزء 6

  /

  ولقيتها تمشي بأبطح مرّة ... بخلاخل وبحلَّة أكباش⁣(⁣١)

  فظللت معمودا وبتّ مسهّدا ... ودموع عيني في الرداء غواشي

  يا روض حبّك سلّ جسمي وانتحى ... في العظم حتى قد بلغت مشاشي⁣(⁣٢)

  ومما قال فيها أيضا:

  طرق⁣(⁣٣) الخيال فمرحبا سهلا ... بخيال من أهدى لنا الوصلا

  وسرى إليّ ودون منزله ... خمس دوائم تعمل الإبلا⁣(⁣٤)

  يا حبّذا من زار معتسفا⁣(⁣٥) ... حزن البلاد إليّ والسّهلا

  حتى ألمّ بنا فبتّ به ... أغنى الخلائق كلَّهم شملا

  يا حبذا هي حسبك قدك في⁣(⁣٦) ... واللَّه ما أبقيت لي عقلا

  واللَّه مالي عنك منصرف ... إلا إليك فأجملي الفعلا

  حجت أم البنين ورأته فهويته:

  أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا القاسم بن الحسن المروزيّ قال حدّثنا العمريّ عن لقيط والهيثم بن عديّ:

  أنّ أم البنين بنت عبد العزيز بن مروان استأذنت الوليد بن عبد الملك في الحج فأذن لها، وهو يومئذ خليفة وهي زوجته. فقدمت مكة ومعها من الجواري ما لم ير مثله حسنا. وكتب الوليد يتوعّد الشعراء جميعا إن / ذكرها أحد منهم أو ذكر / أحدا ممن تبعها. وقدمت، فتراءت للناس، وتصدّى لها أهل الغزل والشعر، ووقعت عينها على وضّاح اليمن فهويته.

  فحدّثنا الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني إبراهيم بن محمد بن عبد العزيز الزّهري⁣(⁣٧) عن محمد⁣(⁣٨) بن جعفر مولى أبي هريرة عن أبيه عن بديح قال:

  قدمت أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان وهي عند الوليد بن عبد الملك حاجّة، والوليد يومئذ خليفة. فبعثت


(١) الأكباش (بالموحدة): من برود اليمن. وقد وردت هذه الكلمة في جميع الأصول (بالمثناة التحتية)، وهو تصحيف. (راجع «شرح القاموس» مادة كبش).

(٢) المشاش: النفس. والمشاش أيضا: رؤوس العظام مثل الركبتين والمرفقين والمنكبين، واحده مشاشة.

(٣) في ح: «طاف».

(٤) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «الأسلا».

(٥) في ح: ... من زائر متعسف».

(٦) كذا ورد هذا الشطر في ب، س، ح. وفي سائر الأصول:

يا حب روضة حبك قد

وكلاهما غير مستقيم.

(٧) كذا في أ، ء، م. وقد ورد في الجزء الأوّل (ص ٣٤٢) من هذه الطبعة: «محمد بن عبد العزيز الزهري. وفي ب، ح:» الجوهري.

وفي س: «الجوهري الزهري». وكلاهما «تحريف».

(٨) في ح: «محرز بن جعفر».