كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

17 - أخبار وضاح اليمن ونسبه

صفحة 438 - الجزء 6

  إلى كثيّر وإلى وضّاح اليمن أن انسبابي. فأمّا وضّاح اليمن فإنه ذكرها وصرّح بالنّسيب بها؛ فوجد الوليد عليه السبيل فقتله. وأمّا كثيّر فعدل عن ذكرها ونسب بجاريتها غاضرة فقال⁣(⁣١):

  صوت

  شجا أظعان غاضرة الغوادي ... بغير مشورة⁣(⁣٢) عرضا⁣(⁣٣) فؤادي

  أغاضر لو شهدت غداة بنتم ... حنوّ العائدات على وسادي

  أويت⁣(⁣٤) لعاشق لم تشكميه ... بواقدة تلذّع كالزناد

  / الغناء في هذه الأبيات لابن محرز ثقيل أوّل بالوسطى عن الهشاميّ وحبش. قال بديح: فكنت لمّا حجّت أم البنين لا تشاء أن ترى وجها حسنا إلا رايته معها. فقلت لعبيد اللَّه⁣(⁣٥) بن قيس الرّقيات: بمن تشبّب من هذا القطين؟ فقال لي:

  وما تصنع بالسرّ ... إذا لم تك مجنونا⁣(⁣٦)

  إذا عالجت ثقل ألح ... بّ عالجت الأمرّينا⁣(⁣٧)

  وقد بحت بأمركا ... ن في قلبي مكنونا

  وقد هجت بما حاول ... ت أمرا كان مدفونا

  قال: ثم خلابي⁣(⁣٨) فقال لي: اكتم عليّ، فإنك موضع للأمانة؛ وأنشدني:

  صوت

  أصحوت عن أمّ البني ... ن وذكرها وعنائها

  وهجرتها هجر امرئ ... لم يقل صفو صفائها

  قرشيّة كالشمس أش ... رق نورها ببهائها

  زادت على البيض الحسا ... ن بحسنها ونقائها

  لمّا اسبكَّرت للشبا ... ب وقنّعت بردائها


(١) فيما سيأتي في «الأغاني» في خبر كثير وخندق الأسدي في الجزء الحادي عشر (طبع بولاق): أن هذا الشعر من قصيدة قالها كثير في رثاء خندق الأسدي لما قتل. وذكرت هناك القصيدة كاملة.

(٢) كذا فيما سيأتي في ب في الجزء الحادي عشر من الأغاني (ص ٤٧، ٤٩ طبع بولاق) وح. وفي جميع الأصول هنا: «بغير مثيبة».

(٣) كذا فيما سيأتي بعد قليل في ح وفيما سيأتي في الجزء الحادي عشر. وقد ح هنا: «عوضا. وفي سائر الأصول هنا وفيما يأتي:

«غرضا». والظاهر أن كليهما مصحف عما أثبتناه.

(٤) أويت العاشق: رثيت له وأشفقت عليه. وفي ح: «رضيت».

(٥) في ب، س: «لعبد اللَّه» وهو تحريف.

(٦) وردت هذه القصيدة والقصيدتان اللتان بعدها في الجزء الحادي عشر من هذا الكتاب (ص ٤٩ طبع بولاق) في خبر كثير وخندق الأسدي باختلاف يسير عما هنا.

(٧) الأمرون: الدواهي.

(٨) في ب، س: «ثم خلاني». وهو تصحيف.