كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

17 - أخبار وضاح اليمن ونسبه

صفحة 440 - الجزء 6

  مدح وضّاح اليمن الوليد بن عبد الملك، وهو يومئذ خليفة، ووعدته أمّ البنين بنت عبد العزيز بن مروان أن ترفده⁣(⁣١) عنده وتقوّي أمره. فقدم عليه وضّاح وأنشده قوله فيه:

  صوت

  صبا قلبي ومال إليك ميلا ... وأرّقني خيالك يا أثيلا⁣(⁣٢)

  يمانية تلمّ بنا فتبدي ... دقيق محاسن وتكنّ⁣(⁣٣) غيلا⁣(⁣٤)

  دعينا ما أممت⁣(⁣٥) بنات⁣(⁣٦) نعش ... من الطَّيف الذي ينتاب ليلا

  ولكن إن أردت فصبّحينا ... إذا أمّت ركائبنا سهيلا⁣(⁣٧)

  فإنك لو رأيت الخيل تعدو ... سراعا⁣(⁣٨) يتخذن النّقع ذيلا

  / إذا لرأيت فوق الخيل أسدا⁣(⁣٩) ... تفيد مغانما وتفيت⁣(⁣١٠) نيلا

  إذا سار الوليد بنا وسرنا ... إلى خيل نلفّ بهنّ خيلا

  وندخل بالسرور ديار قوم ... ونعقب آخرين أذى وويلا

  فأحسن الوليد رفده وأجزل صلته. ومدحه بعدّة قصائد. ثم نمي إليه أنه شبّب بأم البنين، فجفاه وأمر بأن يحجب عنه، ودبر في قتله.

  ومدحه وضّاح بقوله أيضا:

  ما بال عينك لا تنام كأنما ... طلب الطبيب بها قذى فأضلَّه

  بل ما لقلبك لا يزال كأنه ... نشوان أنهله النديم وعلَّه

  ما كنت أحسب أن أبيت ببلدة ... وأخي بأخرى لا أحلّ محلَّه


(١) رفده وأرفده: أعانه.

(٢) أثيل: ترخيم أثيلة، وهو اسم امرأة.

(٣) كذا في ب، س و «شرح الحماسة» (ص ٣١٦ طبع مدينة بن سنة ١٨٢٨ م). وفي سائر الأصول و «تجريد الأغاني»: «وتجن».

(٤) الغيل: الساعد الريان الممتلئ. وفي «شرح الحماسة» في التعليق على هذا البيت: «دقيق محاسنها كالعين والأنف والأسنان والفم.

وتكن غيلا: أي تستر ما جل منها كالمعصم والساعد والساق والفخذ.

(٥) في «تجريد الأغاني»: «ما أممنا».

(٦) بنات نعش: من الكواكب الشامية، وكان غزوه نحو الروم. يقول: دعيني من طيفك حين أؤم بنات نعش، أي حين أقصد قصد الشام للغزو.

(٧) يريد إذا اتجهت ركائبنا نحو اليمن. ورواية هذا البيت في «شرح الحماسة» و «تجريد الأغاني»:

ولكن إن أردت فهيجينا ... إذا رمقت بأعينها سهيلا

(٨) في ح و «شرح الحماسة» و «تجريد الأغاني»: «عوابس».

(٩) رواية هذا الشطر في «شرح الحماسة»:

رأيت على متون الخيل جنا

(١٠) كذا في «شرح الحماسة» و «تجريد الأغاني». يريد: تفيد المغانم من أعدائها وتفيتهم نيل شيء منها. وفي جميع الأصول: «تقيد مغانما وتفيد نيلا».