21 - ذكر حكم الوادي وخبره ونسبه
  - الشعر في هذا الغناء للنابغة الجعديّ؛ والصنعة لابن سريج رمل بالبنصر - فوثب عن فراشه طربا وقال:
  أحسنت أحسنت واللَّه! اسقوني فسقي. ووثقت بأن البدر لي، فقمت فجلست عليها. فأحسن ابن جامع المحضر وقال: أحسن واللَّه كما قال أمير المؤمنين، وإنه لمحسن مجمل. فلما سكن(١) أمر الفرّاشين بحملها معي. فقلت لابن جامع: مثلك يفعل ما فعلت في شرفك ونسبك! فإن رأيت أن تشرّفني بقبول إحداها فعلت. فقال: لا واللَّه لا فعلت، واللَّه لوددت أنّ اللَّه زادك، وأسأل اللَّه أن يهنّيك ما رزقك. ولحقني الموصليّ فقال: آخذ يا حكم من هذا؟
  فقلت: لا واللَّه ولا درهما واحدا لأنك لم تحسن المحضر.
  موته وشعر الدارمي فيه:
  ومات حكم الواديّ / من قرحة أصابته في صدره. فقال الدارميّ فيه قبل وفاته:
  صوت
  إنّ أبا يحيى اشتكى علَّة ... أصبح منها بين عوّاد
  فقلت والقلب به موجع ... يا ربّ عاف الحكم الوادي
  / فربّ بيض قادة سادة ... كأنصل سلَّت من اغماد
  نادمهم في مجلس لاهيا ... فأصمت المنشد والشادي
  غنّى فيه حكم الواديّ هزجا بالبنصر.
  صوت من المائة المختارة
  أمعارف الدّمن القفار توهّم ... ولقد مضى حول لهنّ مجرّم(٢)
  ولقد وقفت على الديار لعلَّها(٣) ... بجواب رجع تحيّة تتكلَّم
  عن علم ما فعل الخليط، فما درت ... أنّى توجّه بالخليط الموسم
  ولقد عهدت بها سعاد وإنها ... باللَّه جاهدة اليمين لتقسم
  إني لأوجه من تكلَّم عندها ... بأليّة ومخالف من يزعم
  فلها لدينا بالذي بذلت لنا ... ودّ يطول له العناء ويعظم
  عروضه من الكامل. الشعر لنصيب من قصيدة يمدح بها عبد الملك بن مروان. والغناء لابن جامع. له فيه لحنان ذكرهما إسحاق، أحدهما ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى الوسطى. ولإبراهيم في البيتين الأوّلين ثقيل أوّل مطلق في مجرى الوسطى. ولإسحاق وسياط فيهما ثقيل بالبنصر عن عمرو.
(١) في ح: «سكر».
(٢) مجرم: منقطع ومنصرم.
(٣) في ح: «كأنها».