23 - ذكر أبي سفيان وأخباره ونسبه
٢٣ - ذكر أبي سفيان وأخباره ونسبه
  نسبه ونسب أمه:
  هو صخر بن حرب بن أميّة بن عبد شمس بن عبد مناف. وأمّ حرب بن أميّة بنت أبي همهمة بن عبد العزّي بن عامر بن عميرة بن وديعة بن الحارث بن فهر بن مالك بن النّضر بن كنانة. وأمّ أبي سفيان صفيّة بنت حزن بن بجير بن الهزم(١) بن رويبة(٢) بن عبد اللَّه بن هلال بن عامر بن صعصعة، وهي عمّة ميمونة أم المؤمنين وأمّ الفضل بنت الحارث بن حزن أمّ بني العباس بن عبد المطلب. وقد مضى ذكر أكثر أخبار ولد أميّة والفرق بين الأعياص والعنابس منهم وجمل من أخبارهم في أوّل هذا الكتاب(٣) وكان حرب بن أميّة قائد بني أميّة ومن مالأهم في يوم عكاظ. ويقال: إن سبب وفاته أن الجنّ قتلته وقتلت مرداس بن أبي عامر السّلميّ لإحراقهما شجر القريّة(٤) وازدراعهما إيّاها. وهذا شيء قد ذكرته العرب في أشعارها وتواترت الرّوايات بذكره فذكرته، واللَّه أعلم.
  أراد حرب بن أمية ومرداس بن أبي عامر ازدراع القرية فخرجت عليهما منها حيات فماتا:
  أخبرني الطَّوسيّ والحرميّ بن أبي العلاء قالا حدّثنا الزبير بن بكار قال حدّثني عمّي مصعب، وأخبرنا محمد بن الحسين بن دريد عن عمّه عن العبّاس بن هشام عن أبيه، وذكره أبو عبيدة وأبو عمرو الشيبانيّ:
  / أنّ حرب بن أميّة لما انصرف من حرب عكاظ هو وإخوته مرّ بالقريّة، وهي إذ ذاك غيضة شجر ملتفّ لا يرام. فقال له مرداس بن أبي عامر: أما ترى هذا الموضع؟ قال بلى. قال: نعم المزدرع هو فهل لك أن نكون شريكين فيه ونحرّق هذه الغيضة ثم نزدرعه بعد ذلك؟ قال نعم. فأضرما النّار في الغيضة. فلما استطارت وعلا لهبها سمع من الغيضة أنين وضجيج كثير، ثم ظهرت منها حيّات بيض تطير حتى قطعتها وخرجت منها. وقال مرداس بن أبي عامر في ذلك:
  إني انتخبت لها حربا وإخوته ... إنّي بحبل وثيق العقد دسّاس
  إني أقوّم قبل الأمر حجّته ... كيما يقال وليّ الأمر مرداس
(١) كذا في «تجريد الأغاني» و «القاموس» و «شرحه» (مادة هزم) و «الاشتقاق» لابن دريد (ص ١٧٨ طبع أوروبا). وفي الأصول:
«الهرم» بالراء المهملة وهو تصحيف.
(٢) كذا في ح و «تجريد الأغاني» و «القاموس» و «شرحه» (مادة هزم) و «طبقات ابن سعد» (ج ٨ ص ٩٤). و «الاشتقاق» لابن دريد (ص ١٧٩ طبع أوروبا). وفي سائر الأصول: «رويتة» وهو تصحيف.
(٣) راجع الجزء الأوّل من هذه الطبعة (ص ١٤).
(٤) القرية: موضع في ديار بني سليم، ذكره البكري في «معجم ما استعجم» (ج ٢ ص ٧٣٥) وساق القصة كما ساقها أبو الفرج هنا.