23 - ذكر أبي سفيان وأخباره ونسبه
  بعض ما أسند إليه من أخبار تدل على عدم إخلاصه:
  حدّثنا محمد بن جرير وأحمد بن الجعد قالا حدّثنا محمد بن حميد قال حدّثنا سلمة بن الفضل عن محمد بن إسحاق عن يحيى بن عبّاد عن عبد اللَّه بن الزبير قال:
  لمّا كان يوم اليرموك خلَّفني أبي، فأخذت فرسا له وخرجت، فرأيت جماعة من الخلفاء فيهم أبو سفيان بن حرب فوقفت معهم، فكانت الرّوم إذا هزمت المسلمين قال أبو سفيان: إيه بني الأصفر، فإذا كشفهم المسلمون قال أبو سفيان:
  / وبنو الأصفر الكرام ملوك الرّوم لم يبق منهم مذكور فلما فتح اللَّه على المسلمين حدّثت أبي فقال: قاتله اللَّه! يأبى إلَّا نفاقا؛ أولسنا خيرا له من بني الأصفر! ثم كان يأخذ بيدي فيطوف على أصحاب رسول اللَّه ﷺ يقول: حدّثهم، فأحدّثهم فيعجبون من نفاقه.
  حدّثني أحمد بن الجعد قال حدّثني ابن حميد قال حدّثنا جرير عن عمرو بن ثابت عن الحسن قال:
  دخل أبو سفيان على عثمان بعد / أن كفّ بصره، فقال: هل علينا من عين؟ فقال له عثمان: لا. فقال:
  حدّثني محمد بن حيّان الباهليّ قال حدّثنا عمر بن عليّ الفلَّاس قال حدّثنا سهل بن يوسف عن مالك بن مغول(١) عن أشعث بن أبي الشّعثاء عن ميسرة الهمدانيّ عن أبي الأبجر الأكبر قال:
  جاء أبو سفيان إلى عليّ بن أبي طالب ¥ فقال: يا أبا الحسن، ما بال هذا الأمر في أضعف قريش وأقلَّها! فو اللَّه لئن شئت لأملأنّها عليهم خيلا ورجلا. فقال له عليّ بن أبي طالب ¥: يا أبا سفيان، طالما عاديت اللَّه ورسوله ﷺ والمسلمين فما ضرّهم ذلك شيئا، إنّا وجدنا أبا بكر لها أهلا.
  أخبرنا محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشيّ قال أنشدني ابن عائشة لأبي سفيان بن حرب لمّا ولي أبو بكر قال:
  /
  وأضحت قريش بعد عزّ ومنعة ... خضوعا لتيم(٢) لا بضرب القواضب
  فيا لهف نفسي للذي ظفرت به ... وما زال منها فائزا بالرّغائب
  وحدّثني أحمد بن الجعد قال حدّثني محمد بن حميد قال حدّثنا جرير عن عمرو بن ثابت عن الحسن قال:
  لمّا ولي عثمان الخلافة، دخل عليه أبو سفيان فقال: يا معشر بني أميّة، إن الخلافة صارت في تيم وعديّ(٣) حتى طمعت فيها، وقد صارت إليكم فتلقّفوها بينكم تلقّف الكرة، فو اللَّه ما من جنّة ولا نار - هذا أو نحوه - فصاح به
(١) كذا في «التهذيب» و «الخلاصة في أسماء الرجال». وهو مالك بن مغول البجلي أبو عبد اللَّه أحد علماء الكوفة وعبادها توفي سنة تسع وخمسين ومائة. وفي ب، س، ح: «معول» بالعين المهملة. وفي سائر الأصول: «معاوية» وكلاهما تحريف.
(٢) هو تيم بن مرة بن كعب، وبه سميت القبيلة التي ينسب إليها أبو بكر الصدّيق ¥.
(٣) هو عدي بن كعب بن لؤي بن غالب، وبه سميت القبيلة التي ينسب إليها عمر بن الخطاب ¥.