1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه
  أنا ابن عظيم القريتين(١) وعرّها ... ثقيف وفهر والعصاة الأكابر
  نبيّ الهدى خالي ومن يك خاله ... نبيّ الهدى يقهر به من يفاخر
  مات مسلمة بن عبد الملك فرثاه
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث عن المدائنيّ قال:
  كان هشام بن عبد الملك يكثر تنقّص الوليد بن يزيد؛ فكان مسلمة يعاتب هشاما ويكفّه؛ فمات مسلمة؛ فغمّ الوليد ورثاه فقال:
  صوت
  أنانا بريدان من واسط ... يخبّان بالكتب المعجمة
  أقول وما البعد إلَّا الرّدى ... أمسلم لا تبعدن(٢) مسلمة
  فقد كنت نورا لنا في البلاد ... تضيء فقد أصبحت مظلمة
  كتمنا نعيّك نخشى اليقين ... فجلَّى اليقين عن الجمجمة(٣)
  / وكم من يتيم تلافيته ... بأرض العدوّ وكم أيّمه
  وكنت إذا الحرب درّت دما ... نصبت لها راية معلمه
  / غنّى في هذه الأبيات التي أوّلها:
  أقول وما البعد إلا الرّدى
  يونس خفيف ثقيل بالوسطى عن عمرو. وذكر الهشاميّ أن فيه ثقيلا أوّل ينسب إلى أبي كامل(٤) وعمر الوادي. وذكر حبش أن ليونس فيه رملا بالبنصر.
  أخبرني الطَّوسيّ والحرميّ بن أبي العلاء قالا حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثني موسى بن زهير بن مضرّس بن منظور بن زبّان بن سيّار عن أبيه قال:
  رأيت هشام بن عبد الملك وأنا في عسكره يوم توفّي مسلمة بن عبد الملك وهشام في شرطته، إذ طلع الوليد بن يزيد على الناس وهو نشوان يجرّ مطرف خزّ عليه؛ فوقف على هشام فقال: يا أمير المؤمنين، إن عقبى من بقي لحوق من مضى؛ وقد أقفر بعد مسلمة الصيد لمن يرى(٥)، واختلّ الثغر فوهى، وعلى أثر من سلف يمضي من
(١) القريتان: مكة والطائف. واختلف في عظيم القريتين، فقيل: الوليد بن المغيرة بمكة وعروة بن مسعود الثقفي بالطائف. وقال ابن عباس: الوليد بن المغيرة من مكة ومن الطائف حبيب بن عميرة الثقفي.
(٢) لا تبعدن: لا تهلكن.
(٣) جلى عن الشيء: كشفه وأظهره. والجمجمة: إخفاء الكلام.
(٤) ستأتي ترجمته في هذا الجزء.
(٥) كذا بالأصول.