1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه
  خلف؛ فتزوّدوا، فإنّ خير الزاد التّقوى. فأعرض عنه هشام ولم يردّ جوابا؛ ووجم الناس فما همس أحد بشيء.
  قال: فمضى الوليد وهو يقول:
  أهينمة(١) حديث القوم أم هم ... سكوت بعد ما متع(٢) النهار
  عزيز كان بينهم نبيّا ... فقول القوم وحي لا يحار
  كأنّا بعد مسلمة المرجّى ... شروب طوّحت بهم عقار
  أوالَّاف هجان في قيود ... تلفّت كلَّما حنّت ظؤار(٣)
  فليتك لم تمت وفداك قوم ... تريح غبيّهم عنّا(٤) الدّيار
  / سقيم الصّدر أو شكس نكيد ... وآخر لا يزور ولا يزار
  يعني بالسّقيم الصدر يزيد بن الوليد، ويعني بالشّكس هشاما، والذي لا يزور ولا يزار مروان بن محمد.
  أراد هشام خلعه من ولاية العهد فقال شعرا
  : قال الزّبير وحدّثني محمد بن الضّحاك عن أبيه قال:
  أراد هشام أن يخلع الوليد ويجعل العهد لولده؛ فقال الوليد:
  كفرت يدا من منعم لو شكرتها ... جزاك بها الرحمن ذو الفضل والمنّ
  رأيتك تبني جاهدا في قطعيتي ... ولو كنت ذا حزم لهدّمت ما تبنى
  أراك على الباقين تجني ضغينة ... فيا ويحهم إن متّ من شرّ ما تجني
  كأنّي بهم يوما وأكثر قولهم ... أيا ليت أنّا، حين «يا ليت» لا تغي
  أمره هشام بطرد عبد الصمد فطرده ولما اضطهد أعوانه ذمه بشعر
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخرّاز عن المدائنيّ قال:
  عتب هشام على الوليد وخاصّته. فخرج الوليد ومعه قوم من خاصّته ومواليه فنزل بالأبرق بين أرض بلقين وفزارة على ماء يقال له الأغدف، وخلَّف بالرصافة كاتبه عياض بن مسلم مولى عبد الملك ليكاتبه بما يحدث، وأخرج معه عبد الصمد بن عبد الأعلى. فشربوا يوما؛ فقال له الوليد: يا أبا وهب، قل أبياتا نغنّي فيها؛ فقال أبياتا، وأمر عمر الوادي فغنّى فيها وهي:
  صوت
  /
  ألم تر للنّجم إذ سبّعا(٥) ... يبادر في برجه المرجعا
(١) الهينمة: الكلام الخفيّ لا يفهم.
(٢) متع النهار: بلغ غاية ارتفاعه قبل الزوال، وقيل: متع النهار: طال وامتدّ.
(٣) الظؤار: جمع نادر، مفرده ظئر وهي الناقة العاطفة على غير ولدها المرضعة له.
(٤) كذا فيء وهامش أ؛ وفي سائر الأصول: «عنها».
(٥) سبعا: أقام سبع ليال.