1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه
  هلك الأحول المشو ... م فقد أرسل المطر
  ثمّت استخلف الولي ... د فقد أورق الشجر
  أخذ أبو نواس وغيره من الشعراء معانيه في أشعارهم:
  وللولي في ذكر الخمر وصفتها أشعار كثيرة قد أخذها الشعراء فأدخلوها في أشعارهم، سلخوا معانيها، وأبو نواس خاصّة سلخ معانيه كلَّها وجعلها في شعره فكررّها في عدّة مواضع منه. ولولا كراهة التطويل لذكرتها هاهنا، على أنها تنبئ عن نفسها.
  وله أبيات أنشدنيها الحسن بن عليّ قال أنشدني الحسين بن فهم قال أنشدني عمر بن شبّة قال أنشدني أبو غسّان وغيره للوليد - وكان أبو غسان يكاد أن يرقص إذا أنشدها -:
  اصدع نجيّ الهموم بالطرب ... وانعم على الدهر بابنة العنب
  الأبيات التي مضت متقدّما. وهذا من بديع الكلام ونادره؛ وقد جوّد فيه منذ ابتدأ إلى أن ختم. وقد نقلها أبو نواس والحسين بن الضحاك في أشعارهما.
  ومن جيّد معانيه قوله:
  /
  رأيتك تبني جاهدا في قطيعتي ... ولو كنت ذا حزم لهدّمت ما تبني
  وقد مضت في أخباره مع هشام.
  وأنشدني الحسن بن عليّ عن الحسين بن فهم قال أنشدني عمرو بن أبي عمرو للوليد بن يزيد وكان يستجيده فقال:
  /
  إذا لم يكن خير مع الشرّ لم تجد ... نصيحا ولا ذا حاجة حين تفزع
  وكانوا إذا همّوا بإحدى هناتهم ... حسرت لهم رأسي فلا أتقنّع
  ومن نادر شعره قوله لهشام:
  فإن تك قد مللت القرب منّي ... فسوف ترى مجانبتي وبعدي
  وسوف تلوم نفسك إن بقينا ... وتبلو الناس والأحوال بعدي
  فتندم في الذي فرّطت فيه ... إذا قايست في ذمّي وحمدي
  قال يوم بيعته على المنبر بدمشق شعرا:
  أخبرني الحسين بن يحيى قال حدّثنا ابن مهرويه وعبد اللَّه بن عمرو بن أبي سعد قالا(١) حدّثنا عبد اللَّه بن أحمد بن الحارث الحرشيّ قال حدّثنا محمد بن عائذ قال حدّثني الهيثم بن عمران قال سمعته يقول:
  لما بويع الوليد سمعته على المنبر يقول بدمشق:
(١) في الأصول: «قال».