كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه

صفحة 16 - الجزء 7

  لم نأت ما نأتيه عن بدعة ... أحلَّه القرآن لي أجمعا

  قال: فأمر الرشيد بكتابتها⁣(⁣١) فكتبت.

  كان شاعرا مجيدا وشئ من شعره:

  وللوليد أشعار جياد فوق هذا الشعر الذي اختاره / مروان. فمنها - وهو ما برّز فيه وجوّده وتبعه الناس جميعا فيه وأخذوه منه - قوله في صفة الخمر - أنشدنيه / الحسن بن عليّ قال أنشدني الحسين بن فهم قال أنشدني عمر بن شبّة قال أنشدني أبو غسّان محمد بن يحيى وغيره للوليد. قال: وكان أبو غسّان يكاد يرقص إذا أنشدها -:

  اصدع نجيّ الهموم بالطرب ... وانعم على الدهر بابنة العنب

  واستقبل العيش في غضارته ... لا تقف منه آثار معتقب

  من قهوة زانها تقادمها ... فهي عجوز تعلو على الحقب

  أشهى إلى الشّرب يوم جلوتها ... من الفتاة الكريمة النّسب

  فقد تجلَّت ورقّ جوهرها ... حتى تبدّت في منظر عجب

  فهي بغير المزاج من شرر ... وهي لدى المزج سائل الذهب

  كأنها في زجاجها قبس ... تذكو ضياء في عين مرتقب

  في فتية من بني أميّة أه ... ل المجد والمأثرات والحسب

  ما في الورى مثلهم ولا فيهم⁣(⁣٢) ... مثلي ولا منتم لمثل أبي

  قال المدائنيّ في خبره: وقال الوليد حين أتاه نعي هشام:

  طال ليلي فبتّ أسقى المداما ... إذ أتاني البريد ينعي هشاما

  وأتاني بحلَّة وقضيب ... وأتاني بخاتم ثم قاما

  فجعلت الوليّ من بعد فقدي ... يفضل الناس ناشئا وغلاما

  ذلك ابني وذاك قرم قريش ... خير قرم وخيرهم أعماما

  أخبرني الحسين بن يحيى عن حماد عن أبيه عن المدائنيّ عن جرير قال قال لي عمر الوادي:

  / كنت يوما أغنّي الوليد إذ ذكر هشاما؛ فقال لي: غنّني بهذه الأبيات؛ قلت: وما هي يا أمير المؤمنين؟ فأنشأ يقول:


(١) في ب، س، ح: «بكتابها» وهو مصدر كالكتابة.

(٢) في ب، س: «ولا بهم» وهو تحريف.