كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

1 - أخبار الوليد بن يزيد ونسبه

صفحة 23 - الجزء 7

  ولباسي ثوب شيخ ... من عباء مسوح

  وأبيع الزيت بيعا ... خاسرا غير ربيح

  وقال أيضا:

  فما مسك يعلّ بزنجبيل ... ولا عسل بألبان اللقاح

  بأشهى من مجاجة ريق سلمى ... ولا ما في الزّقاق من القراح

  ولا واللَّه لا أنسى حياتي ... وثاق الباب دوني واطَّراحي

  قال: فلما ولى الخلافة أشخص إلى المغنّين فحضروه وفيهم معبد وابن عائشة وذووهما. فقال لابن عائشة:

  يا محمد، إن غنّيتني صوتين في نفسي فلك عندي مائة ألف درهم؛ فغنّاه قوله:

  إنني أبصرت شيخا

  وغنّاه:

  فما مسك يعلّ بزنجبيل

  الأبيات، فقال الوليد: ما عدوت ما في نفسي؛ وأمر له بمائة ألف درهم وألطاف وخلع، وأمر لسائر المغنّين بدون ذلك.

  نسبة ما في هذا الخبر من الغناء

  صوت

  فما مسك يعلّ بزنجبيل ... ولا عسل بألبان اللَّقاح

  بأطيب من مجاجة ريق سلمى ... ولا ما في الزّقاق من القراح

  غنّاه ابن عائشة، ولحنه ثقيل أوّل بالوسطى عن الهشاميّ وحماد بن إسحاق.

  تزوّج سلمى بعد ولايته الخلافة وماتت بعد قليل فرثاها:

  قال المدائنيّ وابن سلَّام: فلمّا طال بالوليد ما به كتب إلى أبيها سعيد:

  أبا عثمان هل لك في صنيع ... تصيب الرشد في صلتي هديتا

  فأشكر منك⁣(⁣١) ما تسدى وتحيى ... أبا عثمان ميّتة وميتا

  قالوا: فلم يجبه إلى ذلك حتى ولى الخلافة، فلما وليها زوّجه إياها؛ فلم يلبث إلَّا مدّة يسيرة حتى ماتت.

  وقال فيها ليلة زفّت إليه:

  خفّ من دار جيرتي ... يا بن داود أنسها


(١) في ح

«فأشكر منك المسدي وتحيى»