كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

5 - أخبار إسماعيل بن الهربذ

صفحة 78 - الجزء 7

  ٦ - نسب نابغة بني شيبان

  نسبه، وهو شاعر بدويّ أموي

  : النابغة اسمه عبد اللَّه بن المخارق بن سليم بن حصرة⁣(⁣١) بن قيس بن سنان بن حمّاد بن حارثة⁣(⁣٢) بن عمرو بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل بن قاسط بن هنب بن أقصى بن دعميّ بن جديلة بن أسد بن ربيعة بن نزار. شاعر بدويّ من شعراء الدولة الأمويّة. وكان يفد إلى الشأم إلى خلفاء بني أميّة فيمدحهم ويجزلون عطاءه. وكان فيما أرى⁣(⁣٣) نصرانيّا لأنّي وجدته في شعره يحلف بالإنجيل والرّهبان وبالأيمان التي يحلف بها النّصارى. ومدح عبد الملك بن مروان ومن بعده من ولده؛ وله في الوليد مدائح كثيرة.

  مدح عبد الملك لما هم بخلع أخيه وتولية ابنه للعهد

  : أخبرني عمّي قال حدّثني محمد بن سعد الكرانيّ قال حدّثني العمريّ عن العتبيّ قال:

  لما همّ عبد الملك بخلع عبد العزيز أخيه وتولية الوليد ابنه العهد، كان⁣(⁣٤) نابغة بني شيبان منقطعا إلى عبد الملك مدّاحا له؛ فدخل إليه في يوم حفل والناس حواليه وولده قدّامه، فمثل بين يديه وأنشده قوله:

  / أشتقت⁣(⁣٥)

  وانهلّ دمع عينك أن ... أضحى قفارا من أهله طلح⁣(⁣٦)

  حتى انتهى إلى قوله:

  أزحت عنّا آل الزبير ولو ... كانوا هم المالكين ما صلحوا

  إن تلق بلوى فأنت مصطبر ... وإن تلاق النّعمى فلا فرح


(١) كذا في «شرح القاموس» (مادة نبغ) في الكلام على نسب النابغة، و «تجريد الأغاني» في ترجمته، وقد ورد فيه مضبوطا بالقلم بضم الحاء. وفي جميع الأصول: «حضيرة» بالحاء المهملة والضاد المعجمة. وفي ديوانه المخطوط بخط الأستاذ الشنقيطي: «خصيرة» بالخاء المعجمة والصاد المهملة.

(٢) كذا في «تجريد الأغاني» و «شرح القاموس» وديوانه. وفي الأصول: «جارية».

(٣) هذا ما رآه أبو الفرج. وقد ورد في ديوانه ما يدل على أنه كان مسلما؛ فمن ذلك قوله في قصيدته الرائية (ص ١٧ طبع دار الكتب المصرية):

وتعجبني اللذات ثم يعوجني ... ويسترني عنها من اللَّه ساتر

ويزجرني الإسلام والشيب والتقي ... وفي الشيب والإسلام للمرء زاجر

ويتجلى الروح الإسلامي في كثير من شعره المذكور في ديوانه.

(٤) في الأصول: «وكان».

(٥) قد وردت هذه القصيدة باختلاف عما هنا في ديوانه المطبوع بدار الكتب المصرية، فأثبتنا من الديوان ما رأيناه صوابا دون ما في الأصول وأغفلنا ما عدا ذلك.

(٦) طلح وذو طلح: موضع دون الطائف لبني محرز، وقيل: موضع في بلاد بني يربوع.