5 - أخبار إسماعيل بن الهربذ
  ترمي بعيني أقنى على شرف ... لم يؤذه عائر ولا لحح(١)
  آل أبي العاص آل مأثرة ... غرّ عتاق بالخير قد نفحوا
  خير قريش وهم أفاضلها ... في الجدّ جدّ وإن هم مزحوا
  أرحبها أذرعا وأصبرها ... أنتم إذا القوم في الوغى كلحوا(٢)
  / أمّا قريش فأنت وارثها ... تكفّ من صعبهم إذا طمحوا
  حفظت ما ضيّعوا وزندهم ... أو ريت إذ أصلدوا(٣) وقد قدحوا
  آليت جهدا - وصادق قسمي - ... بربّ عبد تجنّه الكرح(٤)
  يظلّ يتلو الإنجيل يدرسه ... من خشية اللَّه قلبه طفح(٥)
  / لابنك أولى بملك والده ... ونجم من قد عصاك مطَّرح
  داود عدل فاحكم بسيرته ... ثم ابن حرب فإنّهم نصحوا
  وهم خيار فاعمل بسنّتهم ... واحي بخير واكدح كما كدحوا
  قال: فتبّسم عبد الملك ولم يتكلم في ذلك بإنذار(٦) ولا دفع؛ فعلم الناس أنّ رأيه خلع عبد العزيز. وبلغ ذلك من قول النابغة عبد العزيز، فقال(٧): لقد أدخل ابن النّصرانيّة نفسه مدخلا ضيّقا فأوردها موردا خطرا؛ وباللَّه عليّ لئن ظفرت به لأخضبنّ قدمه بدمه.
  هنأ يزيد بن عبد الملك بالفتح بعد قتل يزيد بن المهلب
  : وقال أبو عمرو الشّيبانيّ: لما قتل يزيد بن المهلَّب دخل النابغة الشّيبانيّ على يزيد بن عبد الملك بن مروان، فأنشده قوله في تهنئته بالفتح:
  ألا طال التنظَّر والثّواء ... وجاء الصيف وانكشف الغطاء
  وليس يقيم ذو شجن مقيم ... ولا يمضي إذا ابتغي المضاء
(١) كذا ورد هذا البيت في ديوانه. والأفنى: الصقر، سمي بذلك لقنا أنفه أي ارتفاع أعلاه واحدداب وسطه وسبوغ طرفه. والعائر:
الرمد. واللحح: لصوق الأجفان بالرمص وهو وسخ أبيض جامد يلصق بالجفون. وفي الأصول:
ترمي بعيني أروى على شرف ... لم يوده عائر ولا لمحوا
والأروى: أنثى الوعول. ولم يظهر لنا فيه معنى واضح، فآثرنا رواية الديوان.
(٢) كلحوا: كثروا في عبوس.
(٣) كذا في ديوانه. وأصلد الزند: قدحه ولم يور. وفي الأصول: «إن صلدوا وإن قدحوا».
(٤) كذا ورد هذا الشطر في ديوانه. والكرح والأكيراح: بيوت صغار بأرض الكوفة تسكنها الرهبان. وفي الأصول: «لرب عبد اللَّه ينتصحوا».
(٥) رواية ديوانه: «قفح» بالقاف والفاء. وفسره الشنقيطي بقوله: «قفح: وجع».
(٦) كذا في أ، م. وفي سائر الأصول: «باقدار»، وهو تحريف.
(٧) في الأصول: «وقال».