7 - أخبار حسين بن الضحاك ونسبه
  ليتك إذ لم تكن بقيت لنا ... لم تبق روح يحوطها بدن
  هجا جراحا مخنثا اسمه نصير
  : / أخبرني الحسن بن عليّ الخفّاف قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني أبي قال:
  كان في جوار الحسين بن الضحّاك طبيب يداوي الجراحات يقال له نصير، وكان مخنّثا؛ فإذا كانت وليمة دخل مع المخنّثين، وإذا لم تكن عالج الجراحات. فقال فيه الحسين بن الضحّاك:
  نصير ليس لمرد من شأنه ... نصير طبّ بالنّكاريش(١)
  يقول للنّكريش في خلوة ... مقال ذي لطف وتجميش(٢)
  هل لك أن نلعب في فرشنا ... تقلَّب الطير المراعيش(٣)
  يعني المبادلة. فكان نصير بعد ذلك يصيح به الصبيان: «يا نصير نلعب تقلَّب الطير المراعيش» فيشتمهم ويرميهم بالحجارة.
  عبث ابن مناذر بشعر له فشتمه
  : حدّثني جعفر قال حدّثني عليّ بن يحيى عن حسين بن الضحّاك قال:
  أنشدت ابن مناذر قصيدتي التي أقول فيها:
  لفقدك ريحانة العسكر
  وكانت من أوّل ما قلته من الشعر؛ فأخذ رداءه ورمى به إلى السقف وتلقاه برجله وجعل يردّد هذا البيت.
  فقلنا لحسين: أتراه فعل ذلك استحسانا لما قلت؟ فقال لا؛ فقلنا: فإنما فعله طنزا(٤) بك؛ فشتمه وشتمنا. وكنّا بعد ذلك نسأله إعادة هذا البيت فيرمي بالحجارة ويجدّد شتم ابن مناذر بأقبح ما يقدر عليه.
  وقف ببابه سلولي وغنويّ ينتظران محاربيا فقيل اجتمع اللؤم
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني أحمد بن أبي كامل قال:
  مررت بباب حسين بن الضحّاك، وإذا أبو يزيد السّلوليّ وأبو حزرة الغنويّ وهما ينتظران المحاربيّ وقد استؤذن لهم على ابن الضحّاك؛ فقلت لهما: لم لا تدخلان؟ فقال أبو يزيد: ننتظر اللؤم أن يجتمع، فليس في الدنيا أعجب مما اجتمع منا، الغنويّ والسّلوليّ ينتظران المحاربيّ ليدخلوا على باهليّ.
(١) الطب: العالم بالشيء. والنكريش: الملتحي، قال البديع:
قال قوم عشقته أمرد ... الخدّ وقد قيل إنه نكريش
قلت فرخ الطاوس أحسن ما كان ... إذا ما علا عليه الريش
(انظر «شفاء الغليل» ص ٢٢٤).
(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «وتجهيش». بالهاء.
(٣) المراعيش: نوع من الحمام وهي تطير مرتفعة حتى تغيب عن النظر فترى في الجو كالنجم.
(٤) الظنز: السخرية.