كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - أخبار حسين بن الضحاك ونسبه

صفحة 158 - الجزء 7

  شعره في يسر وفي أيام مضت له معه بالبصرة

  : قال عليّ بن العبّاس: وأنشدني سوادة بن الفيض عن أبيه لحسين بن الضحّاك يصف أياما / مضت له بالبصرة ويومه بالقفص⁣(⁣١) ومجئ يسر إليه، وكان يسر سأله أن يقول في ذلك شعرا:

  تيسّري للَّمام⁣(⁣٢) من أمم ... ولا تراعي حمامة الحرم

  قد غاب - لا آب - من يراقبنا ... ونام - لا قام - سامر الخدم

  فاستصحبي مسعدا يفاوضنا ... إذا خلونا في كلّ مكتتم

  تبذّلي بدلة تقرّ بها ال ... عين ولا تحصري وتحتشمي

  ليت نجوم السماء راكدة ... على دجى ليلنا فلم ترم

  ما لسروري بالشكّ ممتزجا⁣(⁣٣) ... حتى كأنّي أراه في حلم

  فرحت حتى استخفّني فرحي ... وشبت عين اليقين بالتّهم

  أمسح عيني مستثبتا نظري ... أخالني نائما ولم أنم

  سقيا لليل أفنيت مدّته ... ببارد الرّيق طيّب النّسم

  أبيض مرتجّة روادفه ... ما عيب من قرنه⁣(⁣٤) إلى القدم

  إذ قصبات العريش تجمعنا ... حتى تجلَّت أواخر الظَّلم

  / وليلة بتّها محسّدة⁣(⁣٥) ... محفوفة بالظنون والتّهم

  أبثّ عبراته على غصص ... يردّ أنفاسه إلى الكظم⁣(⁣٦)

  سقيا لقيطونها⁣(⁣٧) ومخدعها ... كم من لمام به ومن لمم

  لا أكفر السّيلحين⁣(⁣٨) أزمنة ... مطيعة بالنّعيم والنّعم

  وليلة القفص إن سألت بها ... كانت شفاء لعلَّة السّقم

  بات أنيسي صريع خمرته ... وتلك إحدى مصارع الكرم


(١) القفص: قرية مشهورة بين بغداد وعكبرا قريبة من بغداد، وكانت من مواطن اللهو ومعاهد النزه ومجالس الفرح تنسب إليها الخمور الجيدة والحانات الكثيرة. وقد أكثر الشعراء من ذكرها.

(٢) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «للإمام»، وهو تحريف.

(٣) في الأصول: «ممتزج».

(٤) في ب، س: «من فرقه» بالفاء والقاف.

(٥) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «محسرة» بالراء المهملة، وهو تحريف.

(٦) الكظم: مخرج النفس من الحلق ومنه حديث النخعيّ: «له التوبة ما لم يؤخذ بكظمه» أي عند خروج نفسه وانقطاع نفسه.

(٧) القيطون: بيت. في بيت والمخدع (كمنبر ومحكم): مثله أي الخزانة الصغيرة داخل الحجرة.

(٨) سيلحين: موضع قرب الحيرة ضارب في البر قرب القادسية ولذلك ذكره الشعراء أيام القادسية مع الحيرة والقادسية. وقيل: هو رستاق من رساتيق العراق. وقد ورد في جميع الأصول هكذا: «الشيجلين» وهو تحريف.