كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - أخبار حسين بن الضحاك ونسبه

صفحة 160 - الجزء 7

  بحرمة السّكر وما كانا ... عزمت أن تقتل إنسانا!

  أخاف أن تهجرني صاحيا ... بعد سروري بك سكرانا

  / إنّ بقلبي روعة كلما ... أضمر لي قلبك هجرانا

  يا ليت ظنّي أبدا كاذب ... فإنه يصدق أحيانا

  قال: فقلت له: ويحك! أتجتنبه وتريد أن تترضّاه وترسل إليه بمثل هذه الرسالة! فقال لي: أنا أعرف به، وهو كثير التبذّل⁣(⁣١)، فأبلغه ما سألتك؛ فأبلغته فرضي عنه وأصلحت بينهما.

  حدّثني جعفر بن قدامة قال حدّثني عليّ بن يحيى قال:

  جاءني يوما حسين بن الضحّاك، فقلت له: أيّ شيء كان خبرك أمس؟ فقال لي: اسمعه شعرا ولا أزيدك على ذلك وهو أحسن؛ فقلت: هات يا سيّدي؛ فقال:

  زائرة زارت على غفلة ... يا حبّذا الزّورة والزائره

  فلم أزل أخدعها ليلتي ... خديعة السّاحر للسّاحره

  حتى إذا ما أذعنت بالرّضا ... وأنعمت دارت بها الدائرة

  بتّ إلى الصبح بها ساهرا ... وباتت الجوزاء بي ساهره

  أفعل ما شئت بها ليلتي ... وملء عيني نعمة ظاهره

  فلم ننم إلَّا على تسعة ... من غلمة بي وبها ثائره

  سقيا لها لا لأخي شعرة ... شعرته كالشّعرة الوافرة

  وبين رجليه له حربة ... مشهورة في حقوه⁣(⁣٢) شاهره

  وفي غد يتبعها لحية ... تلحقه بالكرّة الخاسره

  قال: فقلت له: زنيت يعلم اللَّه إن كنت صادقا. فقال: قل أنت ما شئت.

  أغرى الواثق بالصبوح

  : حدّثني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أبو العيناء قال:

  دخل حسين بن الضحاك على الواثق في خلافة المعتصم / في يوم طيّب، فحثّه على الصّبوح فلم ينشط له.

  فقال: اسمع ما قلت؛ قال: هات؛ فأنشده:

  استثر اللهو من مكامنه ... من قبل يوم منغّص ناهي

  بابنة كرم من كفّ منتطق ... مؤتزر بالمجون تيّاه


(١) لعله «كثير التبدّل» بالدال المهملة. أي كثير التغير لا يبقى على حال.

(٢) في أ، ء، م: «حفرة».