7 - أخبار حسين بن الضحاك ونسبه
  يسقيك من لحظه ومن يده ... سقى لطيف مجرّب داهي
  كأسا فكأسا كأنّ شاربها ... حيران بين الذّكور والسّاهي
  قال: فنشط الواثق وقال: إنّ فرصة العيش لحقيقة أن تنتهز؛ واصطبح ووصل الحسين.
  شعره في جارية
  : حدّثني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم(١) بن مهرويه قال حدّثني أبو الشّبل عاصم بن وهب البرجمي قال:
  حجّ الحسين بن الضحّاك، فمرّ في منصرفه على موضع يعرف بالقريتين(٢)، فإذا جارية تطَّلع في ثيابها وتنظر في حرها ثم تضربه بيدها وتقول: ما أضيعني وأضيعك! فأنشأ يقول:
  مررت بالقريتين منصرفا ... من حيث يقضي ذوو النّهى النّسكا
  إذا فتاة كأنها قمر ... للتّمّ لمّا توسّط الفلكا
  واضعة كفّها على حرها ... تقول يا ضيعتي وضيعتكا
  / قال: فلما سمعت قوله ضحكت وغطَّت وجهها وقالت: وا فضيحتاه! أو قد سمعت ما قلت!.
  شعره في شفيع خادم المتوكل
  : حدّثني محمد الصّوليّ قال حدّثني ميمون بن هارون قال:
  كان الحسين بن الضحّاك صديقا لأبي، وكنت ألقاه معه كثيرا، وكانت نفسه قد تتبّعت شفيعا بعد انصرافه من مجلس المتوكل؛ فأنشدنا لنفسه فيه:
  وأبيض في حمر الثياب كأنه ... إذا ما بدا نسرينة(٣) في شقائق
  سقاني بكفّيه رحيقا وسامني ... فسوقا بعينيه ولست بفاسق
  وأقسم لولا خشية اللَّه وحده ... ومن لا أسمّي كنت أوّل عاشق
  وإنّي لمعذور على وجناته ... وإن وسمتني شيبة في المفارق
  ولا عشق لي أو يحدث الدهر شرّة ... تعود بعادات الشباب المفارق
  ولو كنت شكلا للصّبا لاتّبعته ... ولكن سنّي بالصّبا غير لائق
(١) في ح «قال حدّثنا محمد بن إسحاق القاسم بن مهرويه». وفي سائر الأصول: «قال حدّثنا محمد بن إسحاق عن القاسم بن مهرويه». والظاهر أنهما تحريف لأنه تكرر أكثر من مرة أن الحسن بن علي الخفاف يروي عن محمد بن القاسم بن مهرويه. (انظر الصحف ١٥١، ١٥٥، ١٦٦، ٢١٥ من هذا الجزء).
(٢) القريتان: قرية قريبة من النباج في طريق مكة من البصرة.
(٣) النسرين: ضرب من الرياحين.