كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

7 - أخبار حسين بن الضحاك ونسبه

صفحة 164 - الجزء 7

  محمد، ثم ضربني المعتصم لمودّة كانت بيني وبين العبّاس بن المأمون، ثم ضربني الواثق لشيء بلغه من ذهابي إلى المتوكَّل، وكلّ ذلك يجري مجرى الولع بي والتحذير لي. ثم أحضرني المتوكَّل وأمر شفيعا بالولع بي، فتغاضب المتوكَّل عليّ. فقلت له: يا أمير المؤمنين، إن كنت تريد أن تضربني كما ضربني آباؤك، فاعلم أنّ آخر ضرب⁣(⁣١) ضربته بسببك. فضحك وقال: بل أحسن إليك يا حسين وأصونك وأكرمك.

  وصف حاله في أواخر أيامه بشعر

  : حدّثني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني يعقوب بن إسرائيل قال حدّثني محمد بن محمد بن مروان الأبزاريّ⁣(⁣٢) قال:

  دخلت على حسين بن الضحّاك، فقلت له: كيف أنت؟ جعلني اللَّه فداءك! فبكى ثم أنشأ يقول:

  أصبحت من أسراء اللَّه محتبسا ... في الأرض نحو قضاء اللَّه والقدر

  إنّ الثمانين إذ وفّيت عدّتها ... لم تبق باقية منّي ولم تذر


(١) في ح: «سوط».

(٢) نسبة إلى أبزار، وهي قرية بينها وبين نيسابور فرسخان. وقد تقدم في صفحة ٢١٦ من هذا الجزء: «الأنباري».