كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

9 - أخبار السيد الحميري

صفحة 171 - الجزء 7

  /

  ومن ذا يا بن خولة إذ رمتني ... بأسهمها المنّية حين وعدي

  يذبّب عنكم ويسدّ مما ... تثلَّم من حصونكم كسدّي

  وما لي أن أمرّ به ولكن ... أؤمّل أن يؤخّر يوم فقدي

  فأدرك دولة لك لست فيها ... بجبّار فتوصف بالتّعدّي

  على قوم بغوا فيكم علينا ... لتعدي منكم⁣(⁣١) يا خير معد

  لتعل بنا عليهم حيث كانوا ... بغور من تهامة أو بنجد

  / إذا ما سرت من بلد حرام ... إلى من بالمدينة من معدّ

  وما ذا غرّهم والخير منهم ... بأشوس⁣(⁣٢) أعصل الأنياب ورد

  وأنت لمن بغى وعدا وأذكى ... عليك الحرب واسترداك مرد

  في البيتين الأوّلين من هذه القصيدة غناء، نسبته:

  صوت

  أشاقتك المنازل بعد هند ... وتربيها وذات الدّلّ دعد

  منازل أقفرت منهنّ محّت ... معالمهن من سبل ورعد

  عروضه من الوافر. الشعر للسيّد الحميريّ. والغناء لمعبد ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن يحيى المكيّ. وذكر الهشاميّ أنه لكردم. وذكر عمرو بن بانة أن اللَّحن لمالك ثقيل أوّل بالوسطى.

  ذكر إسماعيل بن الساحر مذهبه وكان راويته

  : وقال إسماعيل بن الساحر راوية السيّد: كنت عنده يوما في جناح له، فأجال بصره فيه ثم قال: يا إسماعيل، طال واللَّه ما شتم أمير المؤمنين عليّ في هذا الجناح. قلت: ومن كان يفعل؟ قال: أبواي. وكان يذهب مذهب الكيسانيّة ويقول بإمامة محمد بن الحنفيّة، وله في ذلك شعر كثير. وقد روى بعض من لم تصحّ روايته أنه رجع عن مذهبه وقال بمذهب الإماميّة⁣(⁣٣)، وله في ذلك:

  تجعفرت باسم اللَّه واللَّه أكبر ... وأيقنت أنّ اللَّه يعفو ويغفر

  / وما وجدنا ذلك في رواية محصّل، ولا شعره أيضا من هذا الجنس ولا في هذا المذهب، لأن هذا شعر ضعيف يتبيّن التوليد فيه، وشعره في قصائده الكيسانيّة مباين لهذا جزالة ومتانة، وله رونق ومعنى ليسا لما يذكر عنه في غيره.


(١) يقال: استعداه فأعداه أي استنصره فنصره. ويحتمل أن «منكم» صفة لمحذوف أي لتنصر حزبا أو فريقا منكم.

(٢) الشوس: النظر بمؤخر العين وإمالة الوجه في شق العين التي ينظر بها، ويكون ذلك من الكبر والتيه أو الغضب. وأعصل الأنياب:

معوجها.

(٣) الإمامية: هم القائلون بإمامة علي # بعد النبيّ نصا ظاهرا وتعيينا صادقا من غير تعريض بالوصف بل إشارة إليه بالعين.

(انظر الكلام على ذلك بإسهاب في «الملل والنحل» ص ١٢٢ طبع أوروبا).