9 - أخبار السيد الحميري
  وأيّ شيء قال هذا الآخر ابن الزانية! فضحك من حضر ووجم الرجل ولم يحر جوابا.
  جعفر بن محمد وشعر السيد
  : وقال التّميميّ وحدّثني أبي قال قال لي فضيل الرسان(١):
  / أنشد جعفر بن محمد قصيدة السيّد:
  لأمّ عمرو باللَّوى مربع ... دارسة أعلامه بلقع
  فسمعت النّجيب من داره. فسألني لمن هي، فأخبرته أنها للسيّد، وسألني عنه فعرّفته وفاته؛ فقال: |. قلت: إنّي رأيته يشرب النبيذ في الرّستاق(٢)؛ قال: أتعني الخمر؟ قلت نعم. قال: وما خطر ذنب عند اللَّه أن يغفره لمحبّ عليّ!.
  كان يقول بالرجعة
  : وأخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن موسى قال: جاء رجل إلى السيّد فقال: بلغني أنك تقول بالرّجعة(٣)؛ فقال: صدق الذي أخبرك، وهذا ديني. قال: أفتعطيني دينارا(٤) بمائة دينار إلى الرّجعة؟ قال السيّد:
  نعم وأكثر من ذلك إن وثّقت لي بأنك ترجع إنسانا. قال: وأيّ شيء أرجع! قال: أخشى أن ترجع كلبا أو خنزيرا فيذهب مالي؛ فأفحمه.
  جعفر بن عفان الطائي وعمر بن حفص
  : أخبرني(٥) الحسن بن عليّ قال حدّثني عبد اللَّه بن أبي سعد قال قال جعفر بن عفّان الطائي الشاعر: أهدى إليّ سليمان(٦) بن علي مهرا أعجبني وعزمت(٧) تربيته. فلما مضت عليّ أشهر عزمت على الحجّ، ففكَّرت في صديق لي أودعه المهر ليقوم عليه، فأجمع رأيي على رجل من أهلي يقال له عمر بن حفص، فصرت إليه فسألته أن / يأمر سائسه بالقيام عليه وخبّرته بمكانه من قلبي؛ ودعا بسائسه فتقدّم إليه في ذلك؛ ووهبت للسائس دراهم وأوصيته به، ومضيت إلى الحجّ. ثم انصرفت وقلبي متعلَّق، فبدأت بمنزل عمر بن حفص قبل منزلي لأعرف حال المهر، فإذا هو قد ركب حتى دبر ظهره وعجف من قلَّة القيام عليه. فقلت له: يا أبا حفص، أهكذا أوصيتك من هذا المهر! فقال:
  وما ذنبي! لم ينجع فيه العلف. فانصرفت به وقلت:
(١) هو فضيل الرسان بن الزبير من أصحاب محمد بن عليّ وأبي خالد الواسطي ومنصور بن أبي الأسود، وكان من متكلمي الزيدية (عن «فهرست ابن النديم» ص ١٧٨ طبع أوروبا).
(٢) الرستاق: السواد والقرى (فارسيّ معرب). قال ياقوت: الذي شاهدناه في زماننا في بلاد الفرس أنهم يعنون بالرستاق كل موضع فيه مزدرع وقرى. (انظر «شرح القاموس» مادة رزدق).
(٣) الرجعة: أن يؤمن بالرجوع إلى الدنيا بعد الموت، وهو مذهب قوم من العرب في الجاهلية، ومذهب طائفة من المسلمين من أولى البدع والأهواء يقولون: إن الميت يرجع إلى الدنيا ويكون فيها حيا كما كان.
(٤) كذا في «تجريد الأغاني». وفي أ، م، ء: «مهيارا». وفي ب، س، ح: «مهنيارا». وهو تحريف.
(٥) هذه القصة ليست لها مناسبة واضحة في ترجمة السيد الحميري.
(٦) هو سليمان بن علي بن عبد اللَّه بن عباس، مات وهو على البصرة سنة ١٤٢ هو عمره تسع وخمسون سنة.
(٧) كذا في ح. وفي سائر الأصول: «وزعمت» وهو تحريف.