9 - أخبار السيد الحميري
  الحارث بن صفوان، وأخبرني به الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه:
  / أن السيّد كان بالأهواز؛ فمرّت به امرأة من آل الزبير تزفّ إلى إسماعيل بن عبد اللَّه بن العباس، وسمع الجلبة فسأل عنها فأخبر بها؛ فقال:
  أتتنا تزفّ على بغلة ... وفوق رحالتها قبّه
  زبيريّة من بنات الذي(١) ... أحلّ الحرام من الكعبة
  تزفّ إلى ملك ماجد ... فلا اجتمعا وبها الوجبه(٢)
  روى هذا الخبر إسماعيل بن الساحر فقال فيه: فدخلت في طريقها إلى خربة للخلاء، فنهشتها أفعى فماتت؛ فكان السيّد يقول: لحقتها دعوتي.
  خرج الناس للاستسقاء فجعل يدعو عليهم
  : حدّثني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني يعقوب بن إسرائيل عن أبي طالب الجعفريّ - وهو محمد بن عبد اللَّه بن الحسين بن عبد اللَّه بن إسماعيل بن جعفر - قال أخبرني أبي قال:
  خرج أهل البصرة يستسقون وخرج فيهم السيّد وعليه ثياب خزّ وجبّة ومطرف وعمامة؛ فجعل يجرّ مطرفه ويقول:
  اهبط إلى الأرض فخذ جلمدا ... ثم ارمهم يا مزن بالجلمد
  لا تسقهم من سبل قطرة ... فإنهم حرب بني أحمد
  رأى لوحا في يد رجل فكتب فيه شعرا يعرض برواة الحديث من أهل السنة
  : أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا محمد بن إسحاق البغويّ قال حدّثنا الحرمازيّ قال حدّثني رجل قال:
  / كنت أختلف إلى ابني قيس، وكانا يرويان عن الحسن؛ فلقيني السيّد يوما وأنا منصرف من عندهما، فقال:
  أرني ألواحك أكتب فيها شيئا وإلا أخذتها فمحوت ما فيها. فأعطيته ألواحي فكتب فيها:
  لشربة من سويق عند مسغبة ... وأكلة من ثريد لحمه واري
  أشدّ ممّا روى حبّا إليّ بنو ... قيس وممّا روى صلت(٣) بن دينار
  ممّا رواه فلان عن فلانهم ... ذاك الذي كان يدعوهم إلى النار
(١) يعني به عبد اللَّه بن الزبير بن العوّام وقد تحصن بالبيت الحرام وقاتل به. وقد شرح ذلك أبو الفرج في ج ٦ ص ٢٠٦ من هذه الطبعة.
(٢) الوجبة: لعلها المرة من وجب القلب يجب أي خفق.
(٣) هو الصلت بن دينار الأزدي البصري، كان ضعيف الحديث متهم الرواية، وكان ينال من الإمام عليّ كرّم اللَّه وجهه وينتقصه.