كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

9 - أخبار السيد الحميري

صفحة 181 - الجزء 7

  وإرجائي أبا حسن صواب ... عن العمرين⁣(⁣١) برّا أو شقيّا

  فإن قدّمت قوما قال قوم ... أسأت وكنت كذّابا رديّا

  إذا أيقنت أنّ اللَّه ربّي ... وأرسل أحمدا حقّا نبيا

  وأنّ الرّسل قد بعثوا بحق ... وأنّ اللَّه كان لهم وليّا

  فليس عليّ في الإرجاء بأس ... ولا لبس ولست أخاف شيّا؟

  فقال محمد بن سهل: هذا يقوله محارب⁣(⁣٢) بن دثار الذّهليّ: فقال السيّد: لا كان اللَّه وليّا للعاضّ بظر أمّه! من ينشدنا قصيدة أبي الأسود:

  /

  أحبّ محمدا حبّا شديدا ... وعبّاسا وحمزة والوصيّا

  فأنشده القصيدة بعض من كان حاضرا؛ فطفق يسبّ محارب بن دثار ويترحّم على أبي الأسود. فبلغ الخبر منصورا النّمريّ فقال: ما كان على أبي هاشم لو هجاه بقصيدة يعارض بها أبياته، ثم قال:

  يودّ محاربّ لو قد رآها ... وأبصرهم حواليها جثيّا

  وأنّ لسانه من ناب أفعى ... وما أرجا أبا حسن عليّا

  وأنّ عجوزه مصعت⁣(⁣٣) بكلب ... وكان دماء ساقيها جريّا

  متى ترجئ أبا حسن عليّا ... فقد أرجيت يا لكع نبيّا

  كان جعفر بن سليمان كثيرا ما ينشد شعره

  : أخبرني محمد بن جعفر النحويّ قال حدّثنا أحمد بن القاسم البزّيّ⁣(⁣٤) قال حدّثني إسحاق بن محمد النّخعيّ قال حدّثني إبراهيم بن الحسن الباهليّ قال:

  دخلت على جعفر بن سليمان الضّبعيّ ومعي أحاديث لأسأله عنها وعنده قوم لم أعرفهم، وكان كثيرا ما ينشد شعر السيّد، فمن أنكره عليه لم يحدّثه؛ فسمعته ينشدهم:

  /

  ما تعدل الدّنيا جميعا كلَّها ... من حوض أحمد شربة من ماء

  ثم جاءه خبر فقام. فقلت للذين كانوا عنده: من يقول هذا الشعر؟ قالوا: السيد الحميريّ.

  مرت به امرأة من آل الزبير فقال شعرا

  : حدّثني عمّي والكرانيّ قالا حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد عن عبد اللَّه بن الحسين عن أبي عمرو الشّيبانيّ عن


(١) العمران هما أبو بكر الصدّيق وعمر بن الخطاب ®.

(٢) هو محارب بن دثار بن كردوس تابعي من بني سدوس بن ذهل بن ثعلبة. ولي قضاء الكوفة وتوفي في ولاية خالد بن عبد اللَّه القسري في خلافة هشام بن عبد الملك. وله أحاديث ولا يحتجون به. وكان من المرجئة الأولى الذين كانوا يرجئون عليا وعثمان ولا يشهدون بإيمان ولا كفر. (عن «طبقات ابن سعد»).

(٣) مصعت المرأة بولدها: رمت به.

(٤) كذا في ب، س، وفيما يأتي في جميع الأصول. وفي سائر الأصول هنا: «البري» بالراء المهملة.