9 - أخبار السيد الحميري
  ما راه رجل في تفضيل علي فغرّقه
  : نسخت من كتاب الشّاهيني حدّثني محمد بن سهل الحميريّ عن أبيه قال:
  انحدر السيّد الحميريّ في سفينة إلى الأهواز، فماراه رجل في تفضيل عليّ وباهله(١) على ذلك. فلما كان(٢) الليل قام الرجل ليبول على حرف السفينة، فدفعه السيّد فغرّقه؛ فصاح الملاحون: غرق واللَّه الرجل! فقال السيّد:
  دعوه فإنّه باهليّ(٣).
  هجا قوما لم ينصتوا لشعره
  : أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثني محمد بن يزيد المبرّد قال حدّثني التّوّزيّ قال:
  جلس السيّد يوما إلى قوم، فجعل ينشدهم وهم يلغطون؛ فقال:
  قد ضيّع اللَّه ما جمّعت من أدب ... بين الحمير وبين الشّاء والبقر
  لا يسمعون إلى قول أجيء به ... وكيف تستمع الأنعام للبشر
  أقول ما سكتوا إنس فإن نطقوا ... قلت الضفادع بين الماء والشجر
  اغتابه رجل عند قوم فهجاه
  : أخبرني محمد بن جعفر النّحويّ قال حدّثنا أحمد بن القاسم البزّيّ قال حدّثنا إسحاق بن محمد النّخعيّ عن محمد بن الرّبيع عن(٤) سويد بن حمدان بن الحصين قال:
  كان السيّد يختلف إلينا ويغشانا، فقام من عندنا ذات يوم، فخلفه(٥) رجل وقال: لكم شرف وقدر عند السلطان، فلا تجالسوا هذا فإنّه مشهور بشرب الخمر وشتم السلف. فبلغ ذلك السيّد فكتب إليه:
  وصفت لك الحوض يا بن الحصين ... على صفة الحارث الأعور(٦)
  فإن تسق منه غدا شربة ... تفز من نصيبك بالأوفر
  فما لي ذنب سوى أنّني ... ذكرت الذي(٧) فرّ عن خيبر
(١) المباهلة: الملاعنة.
(٢) في ب، س: «قام» وهو تحريف.
(٣) يحتمل أن يكون «باهلني».
(٤) في أ، م: «بن سويد».
(٥) في الأصول: «فتخلفه».
(٦) هو الحارث الأعور بن عبد اللَّه بن كعب من مقدّمي أصحاب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، مات بالكوفة سنة ٦٥ هـ (انظر «الطبري» ق ٣ ص ٢٥٢٤ طبع أوروبا).
(٧) يعني عمر بن الخطاب ¥، وذلك أن رسول اللَّه ﷺ حين نزل بحصن أهل خيبر أعطى اللواء عمر بن الخطاب ونهض معه من نهض من الناس، فلقوا أهل خيبر فانكشف عمر وأصحابه فرجعوا إلى رسول اللَّه يجبنه أصحابه ويجبنهم. فأعطى رسول اللَّه اللواء إلى علي بن أبي طالب كرّم اللَّه وجهه فقاتل حتى فتح اللَّه له. (انظر «الطبري» ق ١ ص ١٥٧٩). وخيبر: اسم ولاية على ثمانية برد من المدينة لمن يريد الشام، كانت تشتمل على سبعة حصون ذكرها كلها ياقوت وقد افتتحها رسول اللَّه ﷺ. (انظر «معجم البلدان» لياقوت).