3 - ذكر خبر عمر بن أبي ربيعة ونسبه
  أم نفحة(١) من فتاة(٢) كنت تألفها ... أم نالها(٣) وسط شرب(٤) صدمة الكاس
  قال: ولقيه الحزين الكنانيّ يوما فأنشده هذين البيتين؛ فقال له عمر: اذهب(٥) اذهب، ويلك! فإنك لا تحسن أن تقول:
  صوت
  ليت هندا أنجزتنا ما تعد ... وشفت أنفسنا مما تجد
  واستبدّت مرة واحدة ... إنّما العاجز من لا يستبدّ
  / لابن سريج في هذا الشعر(٦) رمل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق، وخفيف رمل [أيضا](٧) في هذه الإصبع وهذا المجرى عن ابن المكيّ. ولمالك [فيه](٨) ثقيل أوّل عن الهشاميّ. ولمتّيم ثاني ثقيل عن ابن المعتزّ. وذكر أحمد(٩) بن أبي العلاء عن مخارق أنّ خفيف الرّمل ليحيى المكيّ صنعه وحكى فيه لحن [هذا الصوت](١٠):
  اسلمي يا دار من هند(١١)
  خبر الثريا مع الحارث بن عبد اللَّه الملقب بالقباع
  حدّثني عليّ بن صالح قال حدّثني أبو هفّان عن إسحاق الموصليّ عن رجاله المذكورين:
  أنّ الثّريّا واعدت عمر بن أبي ربيعة أن تزوره، فجاءت في الوقت الذي ذكرته، فصادفت أخاه الحارث قد
(١) كذا في ت. وفي سائر الأصول: «إنفحة». والنفحة: الضربة.
(٢) في ر: «أناة» والأناة من النساء: التي فيها فتور عن القيام وتأنّ، والوهنانة نحوها.
(٣) أعاد الضمير على المثنى مفردا بتأويل المذكور أو ذلك، مما يصح إطلاقه على الواحد والمتعدّد؛ ومثاله قوله تعالى: {وا للهُ ورَسُولُه ُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوه ُ}، وقول رؤبة:
فيها خطوط من سواد وبلق ... كأنه في الجلد توليع البهق
روى أن أبا عبيدة قال لرؤبة لما أنشد هذا البيت: إن أردت الخطوط فقل كأنها، أو السواد والبلق فقل كأنهما؛ فقال: أردت ذلك.
(انظر «المغنى» مع حاشية الدسوقي طبع بولاق ج ٢ ص ٣٩٢ و «تفسير الآلوسي» طبع بولاق الجزء الثالث ص ٣٣١). وقد يوجه بأنه جعل السنّين كالمثنى الذي حكمه حكم الواحد كالعينين والأذنين؛ فإنك تقول: رأته عيناي فما كذبتها. وعلى هذا لو كان «كسرت» بدل «كسرا» في البيت الأول لكان خيرا من تذكير الضمير.
(٤) الشرب: الجماعة يشربون الخمر.
(٥) لم تتكرر هذه الكلمة في ت، ح، ر.
(٦) في ت: «في هذين البيتين».
(٧) زيادة في ت.
(٨) زيادة في ر.
(٩) كذا في ت. وفي سائر النسخ: «ولأحمد بن أبي العلاء عن مخارق خفيف الرمل ليحيى المكيّ الخ».
(١٠) زيادة في ت.
(١١) سيأتي في الجزء الخامس من «الأغاني» (ص ٢٠٠ من هذه الطبعة) في نسب إبراهيم الموصليّ وأخباره هذا الشعر: «ليت هند الخ» وبعده: «الشعر لعمر بن أبي ربيعة ... إلى قوله: وفيه لمالك خفيف ثقيل بالخنصر والبنصر عن يحيى المكيّ، وذكره إسحاق في هذه الطريقة ولم ينسبه إلى أحد، وقال الهشاميّ: أدل شيء على أنه لمالك شبهه للحنة:
إسلمي يا دار من هند
الخ «