3 - ذكر خبر عمر بن أبي ربيعة ونسبه
  صوت
  أيّها المنكح الثريّا سهيلا ... عمرك اللَّه(١) كيف يلتقيان
  هي شاميّة إذا ما استقلَّت(٢) ... وسهيل إذا استقلّ يماني(٣)
  الغناء للغريض خفيف ثقيل بالبنصر. وفيه لعبد اللَّه بن العباس ثاني ثقيل بالبنصر. وأوّل هذه القصيدة:
  / /
  أيّها الطارق الذي قد عناني(٤) ... بعد ما نام سامر(٥) الرّكبان
  زار من نازح(٦) بغير دليل ... يتخطَّى إليّ حتى أتاني
  وذكر الرّياشيّ عن ابن(٧) زكريّا الغلابيّ عن محمد بن عبد الرحمن التّيميّ عن أبيه عن هشام بن سليمان بن(٨) عكرمة بن خالد المخزوميّ قال:
  كان عمر بن أبي ربيعة قد ألحّ على الثريّا بالهوى، فشقّ ذلك على أهلها، ثم إنّ مسعدة بن عمرو أخرج عمر إلى اليمن في أمر عرض(٩) له، وتزوّجت الثريّا وهو غائب، فبلغه تزويجها وخروجها إلى مصر، فقال:
  أيّها المنكح الثريّا سهيلا ... عمرك اللَّه كيف يلتقيان
  وذكر الأبيات. وقال في خبره: ثم حمله الشوق على أن سار إلى المدينة فكتب إليها:
(١) قال الجوهري: إذا قلت عمرك اللَّه فكأنك قلت: بتعميرك اللَّه أي بإقرارك له بالبقاء. وقول عمر بن أبي ربيعة:
عمرك اللَّه كيف يجتمعان
يريد سألت اللَّه أن يطيل عمرك؛ لأنه لم يرد القسم بذلك. وقال المبرد في قوله عمرك اللَّه: إن شئت جعلت نصبه بفعل أضمرته، وإن شئت نصبته بواو حذفته فكأنك قلت وعمرك اللَّه، وإن شئت كان على قولك عمّرتك اللَّه تعميرا ونشدتك اللَّه نشيدا، ثم وضعت «عمرك» في موضع التعمير؛ وأنشد فيه:
عمّرتك اللَّه إلا ما ذكرت لنا ... هل كنت جارتنا أيام ذي سلَّم
يريد ذكَّرتك اللَّه. والكسائيّ يرى أن عمرك اللَّه نصب على معنى عمرتك اللَّه أي سألت اللَّه أن يعمرك؛ كأنه قال: عمّرت اللَّه إياك.
(راجع «اللسان» مادة عمر).
(٢) استقلَّت: ارتفعت.
(٣) بين الثريا وسهيل تورية لطيفة؛ فإن الثريا يحتمل المرأة المذكورة وهي المعنى البعيد المورّى عنه. وهو المراد، ويحتمل ثريا السماء وهي المعنى القريب المورّى به. وسهيل يحتمل الرجل المذكور وهو المعنى البعيد المورّى عنه وهو المراد، ويحتمل النجم المعروف بسهيل. فتمكن للشاعر أن ورّى بالنجمين عن الشخصين، ليبلغ من الإنكار على من جمع بينهما ما أراد. وهذه أحسن تورية وقعت في شعر المتقدّمين. وقد كانت الثريا مشهورة في زمانها بالحسن والجمال، وكان سهيل قبيح النظر، وهذا مراده بقوله:
عمرك اللَّه كيف يلتقيان
أي كيف يلتقيان مع تفاوت ما بينهما في الحسن والقبح أه من «خزانة الأدب» للبغدادي ج ١ ص ٢٣٩.
(٤) عناني: قصدني.
(٥) السامر: يطلق على الواحد والجمع؛ قال تعالى: (مستكبرين به سامرا تهجرون). قال أبو إسحاق في تفسيره: سامرا يعني سمّارا.
(٦) من نازح: من مكان بعيد. وفي «ديوانه» المطبوع بليپزج، ضبط هكذا: «من نازح» يريد الذي هو نازح. وهو وجه بعيد.
(٧) كذا في ر، وهو الصواب؛ إذ هو أبو بكر محمد بن زكريا بن دينار الغلابي (انظر الحاشية رقم ٢ ص ٥٢ من هذا الجزء). وفي ت، أهكذا: «ركويه». وفيء: «زكوية» وكلاهما محرّف عن «زكرويه» وقد ورد في «أنساب السمعاني» فيمن نسبته الغلابي بالتخفيف في «ترجمة» ابن زكريا أنه عرف «بزكرويه». وفي سائر النسخ: «أبي زكريا» وهو تحريف.
(٨) كذا في ت. وفي سائر النسخ: «عن عكرمة» وهو تحريف (انظر الحاشية رقم ٣ صفحة ١٩٨ من هذا الجزء).
(٩) في م، ء: «غرض» وهو تصحيف. وفي ت: «علق به عليه».