كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يزيد بن الطئرية

صفحة 352 - الجزء 8

  وممّا يغنّى فيه من شعر يزيد بن الطَّثريّة قوله:

  صوت

  بنفسي من لا بدّ أنّي هاجره ... ومن أنا في الميسور والعسر ذاكره

  / ومن قد رماه الناس بي فاتّقاهم ... ببغضي إلَّا ما تجنّ ضمائره

  عروضه من الطويل. غنّى في هذين البيتين عبد اللَّه بن العباس الرّبيعيّ لحنا من خفيف الثقيل بالبنصر. وغنّت فيه عريب وفي أبيات أضافتها إليها لحنا من خفيف الثقيل الأوّل آخر. وغنّت عليّة بنت المهديّ فيها خفيف رمل. وذكر الهشاميّ أن لإبراهيم فيها لحنا ماخوريّا. والأبيات المضافة:

  بنفسي من لا أخبر الناس باسمه ... وإن حملت حقدا عليّ عشائره

  بأهلي ومالي من جلبت له الأذى ... ومن ذكره منّي قريب أسامره

  ومن لو جرت شحناء بيني وبينه ... وحاورني لم أدر كيف أحاوره

  صوت من المائة المختارة

  شأتك المنازل بالأبرق ... دوارس كالعين في المهرق

  لآل جميلة قد أخلقت ... ومهما يطل عهده يخلق

  فإن يقل الناس لي عاشق ... فأين الذي هو لم يعشق

  ولم يبك نؤيا على عبرة ... بداء الصّبابة والمعلق

  / شأتك: بعدت عنك. والشأو. البعد. يقال: جرى الفرس شأوا، يريد طلقا. والمهرق: الصحيفة، والجمع المهارق. يريد أنّ الدار قد بقيت منها طرائق كالصّحف وما فيها.

  الشعر للأحوص. والغناء لجميلة. ولحنها المختار خفيف رمل بالوسطى⁣(⁣١) عن إسحاق. وفيه لعطرّد ثقيل أوّل بالخنصر في مجرى الوسطى. وفيه لمعبد خفيف ثقيل عن حبش: وفيه رمل يقال: إنه لفريدة، ويقال: إنه لمالك. وقيل: إن الثقيل الأوّل لابن عائشة. وذكر عمرو بن بانة أن خفيف الرمل لعطرّد أيضا.


(١) في ب، س: بالوسطى في مجراها عن إسحاق.