كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

يزيد بن الطئرية

صفحة 351 - الجزء 8

  فتى قدّ قدّ السّيف لا متضائل ... ولا رهل لبّاته وبآدله⁣(⁣١)

  فتى لا ترى قدّ القميص بخصره ... ولكنّما توهي القميص كواهله

  إذا نزل الضّيفان كان عذوّرا⁣(⁣٢) ... على الحيّ حتى تستقلّ مراجله

  يسرّك⁣(⁣٣) مظلوما ويرضيك ظالما ... وكلّ الذي حمّلته فهو حامله

  / إذا جدّ عند الجد⁣(⁣٤) أرضاك جدّه ... وذو باطل إن شئت ألهاك باطله

  إذا القوم أمّوا بيته فهو عامد ... لأفضل ما أمّوا له فهو فاعله⁣(⁣٥)

  مضى وورثناه دريس مفاضة⁣(⁣٦) ... وأبيض هنديّا طويلا حمائله

  وقد كان يحمي المحجرين⁣(⁣٧) بسيفه ... ويبلغ أقصى حجرة⁣(⁣٨) الحيّ نائله

  فتى ليس لابن العم كالذئب إن رأى ... بصاحبه يوما دما فهو آكله

  سيبكيه مولاه إذا ما ترفّعت ... عن الساق عند الرّوع يوما ذلاذله

  الذّلذل⁣(⁣٩): هدب الثياب.

  وقد أخبرنا الحرميّ عن الزّبير عن عمر بن إبراهيم السّعديّ عن عباس بن عبد الصمد قال:

  قال هشام بن عبد الملك للعجير السّلوليّ: أصدقت فيما قلت في ابن عمّك⁣(⁣١٠)؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، ألا إنّي قلت:

  فتى قدّ قدّ السيف لا متضائل ... ولا رهل لبّاته وأباجله⁣(⁣١١)

  / فذكر هذا البيت وحده ونسبه إلى العجير السّلوليّ من الأبيات المنسوبة إلى أخت يزيد بن الطَّثريّة أو إلى أمّه وأتى بأبيات أخر ليست منها، وسيذكر ذلك في أخبار العجير مشروحا إن شاء اللَّه تعالى.


(١) البآدل: جمع بأدلة وهي اللحمة بين العنق والترقوة.

(٢) العذوّر: السئ الخلق القليل الصبر عما يريده وما يهم به. والمراجل: جمع مرجل وهو القدر. واستقلالها: انتصابها على الأثافي.

وصفته بسوء الخلق والتشدّد في الأمر والنهي حتى تنصب المراجل وتهيأ المطاعم للضيفان ثم يعود إلى خلقه الأوّل.

(٣) في «اللسان»: يعينك مظلوما وينجيك ظالما ويريد بقوله. ويرضيك ظالما أنك إن ظلمت فطولبت بظلمك حماك ومنع منك.

(٤) كذا في أ، ء، م. وفي سائر الأصول: «عند الظلم».

(٥) رواية «ديوان» الحماسة: «لأحسن ما ظنوا به ... إلخ».

(٦) الدريس: الخلق من الدروع وغيرها. والمفاضة: الدرع الواسعة. وأبيض يعني سيفا. وجعله طويل الحمائل لطول قوامه. يريد: أنه أنفق ماله فيما نشر له حمدا فلم يكن إرثه إلَّا ما ذكر من السلاح.

(٧) المحجر: الحرم وما يمنعه القوم. ورواية هذا الشطر في الحماسة:

وقد كان يروي المشرفيّ بكفه

يريد أنه كان شديد النكاية في الأعداء.

(٨) الحجرة (بالفتح): الناحية.

(٩) في الأصول: «الذلذال» بزيادة ألف ولم نقف عليها في «كتب اللغة»، وإنما واحد الذلاذل ذلذل وذلذلة.

(١٠) كذا في «ترجمة العجير السلولي» (ج ١١ ص ١٥٣ طبع بلاق). وفي الأصول: «في ابن عمر» وهو تحريف.

(١١) الأباجل: جمع أبجل، وهو عرق غليظ في الرجل، وقيل: هو في باطن الذراع.