4 - أخبار ابن سريج ونسبه
  سريج بالغناء في ختان ابن مولاه عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين(١). قال لأمّ الغلام: خفّضي عليك بعض الغرم والكلفة، فو اللَّه لألهينّ نساءك حتى لا يدرين ما جئت به ولا ما عزمت عليه.
  شهادة هشام بن المرّبة في ابن سريج
  قال إسحاق: وسألت هشام بن المرّيّة، وكان قد عمّر، وكان عالما بالغناء فلا يبارى فيه، فقلت له: من أحذق الناس بالغناء؟ فقال لي: أتحبّ الإطالة أم الاختصار؟ فقلت: أحبّ الاختصار الذي يأتي على سؤالي. قال: ما خلق اللَّه تعالى بعد داود النبيّ عليه الصلاة والسّلام أحسن صوتا من ابن سريج، ولا صاغ اللَّه ø أحدا أحذق منه بالغناء، ويدلَّك على ذلك أن معبدا كان إذا أعجبه غناؤه قال: أنا اليوم سريجيّ.
  شهادة يونس بن محمد الكاتب فيه
  قال وأخبرني إبراهيم - يعنى أباه - قال: أدركت يونس بن محمد الكاتب فحدّثني عن الأربعة: ابن سريج وابن محرز والغريض ومعبد. فقلت له: من أحسن الناس غناء؟ فقال: أبو يحيى. قلت: عبيد بن سريج؟ قال نعم. قلت: وكيف ذاك؟
  قال: إن شئت فسّرت لك، وإن شئت أجملت. قلت: أجمل. قال: كأنه خلق من كلّ قلب، فهو يغنّي لكل إنسان ما يشتهي.
  شهادة إبراهيم الموصليّ فيه
  أخبرني أحمد بن جعفر جحظة قال قال حمّاد بن إسحاق: أخبرني أبي عن الفضل بن يحيى بن خالد بن برمك قال: سألت إبراهيم الموصليّ ليلة وقد أخذ منه النبيذ: من أحسن الناس غناء؟ فقال لي: من الرجال أم من النساء؟
  فقلت: من الرجال. فقال: ابن محرز. قلت: ومن النساء؟ قال: ابن سريج. ثم قال لي: إن(٢) كان ابن سريج إلَّا كأنّه خلق من كلّ قلب فهو يغنّي له ما يشتهي!
  شهادة إسحاق الموصليّ فيه
  أخبرني جحظة قال حدّثني عليّ بن يحيى المنجّم قال: أرسلني محمد بن الحسين(٣) بن مصعب إلى إسحاق أسأله عن لحنه ولحن ابن سريج في:
  تشكَّى الكميت الجري لمّا جهدته أيّهما أحسن؟ فصرت إليه فسألته عن ذلك، فقال لي: يا أبا الحسن، واللَّه لقد أخذت بخطام راحلته فزعزعتها(٤) وأنختها وقمت بها فما بلغته. فرجعت إلى محمد ابن الحسين فأخبرته؛ فقال: واللَّه إنه ليعلم أنّ لحنه / أحسن من لحن ابن سريج، ولقد تحامل لابن سريج على نفسه، ولكن لا يدع تعصّبه للقدماء. وقد أخبرنا يحيى بن عليّ بن يحيى هذا الخبر عن أبيه، فذكر نحو ما ذكره جحظة في خبره ولم يقل: أرسلني محمد بن الحسين إلى إسحاق. وقال جحظة في خبره: قال عليّ بن يحيى: وقد صدق محمد بن الحسين؛ لأنه قلَّما غنّي في صوت
(١) في ت: «ابن أبي حسان» وهو تحريف، إذ هو عبد اللَّه بن عبد الرحمن بن أبي حسين بن الحارث بن عامر بن نوفل بن عبد مناف النوفليّ، المكيّ كما في «كتب التراجم».
(٢) «إن» نافيه.
(٣) في ت: «الحسن».
(٤) كذا في ت، خ، ر ومعناه حرّكتها وسقتها سوقا عنيفا. وفي سائر النسخ: «فذعرتها». والذعر: الخوف. والمراد أني حثثتها وأخفتها فسارت سيرا شديدا.