كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أبو دلف

صفحة 402 - الجزء 8

  /

  كما انصلتت⁣(⁣١) كدراء تسقي فراخها ... بشمظة⁣(⁣٢) رفها والمياه شعوب

  غدت لم تباعد في السماء ودونها ... إذا ما علت أهويّة⁣(⁣٣) وصبوب

  قرينة سبع⁣(⁣٤) إن تواترن⁣(⁣٥) مرّة ... ضربن فصفّت أرؤس وجنوب

  / فجاءت وما جاء القطا ثم قلَّصت⁣(⁣٦) ... بمفحصها والواردات تنوب

  وجاءت ومسقاها الذي وردت به ... إلى الصّدر مشدود⁣(⁣٧) العصام كتيب

  تبادر أطفالا مساكين دونها ... فلا لا تخطَّاه العيون رغيب⁣(⁣٨)

  وصفن لها مزنا بأرض تنوفة⁣(⁣٩) ... فما هي إلَّا نهلة وتؤوب

  وقال العباس بن يزيد بن الأسود - هكذا ذكر ابن الكلبيّ، وغيره يرويها لبعض بني مرّة -:

  حذّاء⁣(⁣١٠) مدبرة سكَّاء مقبلة ... للماء في النحر منها نوطة⁣(⁣١١) عجب

  تسقى أزيغب ترويه مجاجتها⁣(⁣١٢) ... وذاك من ظمأة من ظمئها⁣(⁣١٣) شرب

  / منهرت الشّدق لم تنبت قوادمه ... في حاجب العين من تسبيده⁣(⁣١٤) زبب

  تدعو القطا بقصير الخطو ليس له ... قدّام منحرها ريش ولا زغب

  تدعو القطا وبه تدعى إذا انتسبت ... يا صدقها حين تدعوه وتنتسب

  وقال مزاحم العقيليّ:

  أذلك أم كدريّة هاج وردها ... من القيظ يوم واقد وسموم


(١) انصلتت: أسرعت في السير.

(٢) كذا في «معجم البلدان» لياقوت و «معجم ما استعجم». وشمظة: موضع بعكاظ، وهو الذي نزلت فيه قريش وحلفاؤها أوّل يوم اقتتلوا فيه من أيام الفجار. وفي الأصول: «شمطة» بالطاء المهملة وهو تصحيف. والرفه (بالكسر): أقصر الورد، وهو أن ترد الإبل الماء كل يوم أو متى شاءت. والشعوب: البعيدة، يقال: ماء شعب ومياه شعوب.

(٣) كذا في ج و «معجم البلدان» لياقوت في الكلام على شمظة. والأهوية: الهاوية. والصبوب (بالفتح): منحدر الوادي. وفي الأصول:

«هوية وهبوب».

(٤) كذا في ج و «اللسان» (مادة وتر). وفي سائر الأصول: «قريبة سبع».

(٥) التواتر: التتابع، يقال: تواترت الإبل والقطا إذا جاء بعضها في إثر بعض ولم تجيء مصطفة.

(٦) قلصت: انضمت وانزوت. والمفحص: مجثم القطاة. والواردات تنوب أي الواردات للماء ترجع.

(٧) في أ، ج: «مسدود العصام». بالسين المهملة. وفي سائر الأصول: «مسرود العظام». والعصام: حبل تشدّ به القربة. وكتيب:

مخروز.

(٨) رغيب: واسع.

(٩) التنوفة: الأرض القفر.

(١٠) الحذاء: القصيرة الذنب.

(١١) النوطة: الحوصلة.

(١٢) المجاجة: الريق.

(١٣) الظمء: ما بين الشربين والوردين.

(١٤) التسبيد: أول ظهور ريش الفرخ. والزبب: كثرة الزغب.