كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أبو دلف

صفحة 406 - الجزء 8

  ترأَّدا حين قاما ثمّت احتطبا ... على نحائف منآد محانيها

  ترأَّدا: تثنّيا. واحتطبا: دنوا. والمنآد: المنعطف. ومحانيها: حيث انحنت -

  تكاد من لينها تنآد أسؤقها ... تأوّد الرّبل⁣(⁣١) لم تعرم نواميها

  - تعرم: تشتد. ونواميها: أعاليها -:

  لا أشتكي نوشة⁣(⁣٢) الأيّام من ورقي ... إلَّا إلى من أن سوف يشكيها⁣(⁣٣)

  لدلهم مأثرات قد عددن له ... إن المآثر معدود مساعيها

  تنمي به في بني لأي دعائمها ... ومن جمانة لم نخضع سواريها

  بنى له في بيوت المجد والده ... وليس من ليس يبنيها كبانيها

  وأنشدني هذه الأبيات الحسن بن محمد الضّبعيّ الشاعر المعروف بابن الحدّاد قال: وجدتها بخط محمد بن داود بن الجرّاح عن إسماعيل بن يونس الشّيعي شيخنا رحمه / اللَّه عن أخيه عن أبيّ محلم مثل رواية ثعلب وزاد فيها: قال أبو محلَّم: جمانة ابن جرير بن عبد ثعلبة بن سعد بن الهجيم، وهم أخوال⁣(⁣٤) دلهم هذا الممدوح. ودلهم من بني لأي ثم من بني يزيد بن هلال بن بذل بن عمرو بن الهيثم، وكان أحد الشّجعان، وهو قتل الضحّاك⁣(⁣٥) بن قيس الخارجيّ بيده مع مروان بن محمد ليلة كفرتوثا⁣(⁣٦).

  صوت من المائة المختارة عن علَّي بن يحيى

  أيّها القلب لا أراك تفيق ... طالما قد تعلَّقتك العلوق⁣(⁣٧)

  من يكن من هوى حبيب قريبا ... فأنا النازح البعيد السّحيق

  قدّر الحبّ بيننا فالتقينا ... وكلانا إلى اللقاء مشوق

  الشعر لعمر بن أبي ربيعة وقد مضت أخباره. والغناء في اللحن المختار لبابويه الكوفيّ / خفيف ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لابن سريج ثقيل أوّل بالخنصر في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه أيضا


(١) الربل: ضروب من الشجر إذا برد الزمان عليها وأدبر الصيف تفطرت بورق أخضر من غير مطر.

(٢) النوش: التناول.

(٣) يشكيها: يريد ينصف منها ويزبل أسباب شكواها.

(٤) كذا في ج. وفي سائر الأصول: «وهو أخ لدلهم» وهو تحريف، كما هو ظاهر من سياق نسب دلهم.

(٥) هو الضحاك بن قيس الشيباني الحروري، خرج على مروان بن محمد سنة سبع وعشرين ومائة بالجزيرة واستولى على الموصل وكورها، فكتب إلى ابنه عبد اللَّه وهو خليفته بالجزيرة يأمره أن يسير إليه، ثم سار إليه مروان وقتله. (انظر «الكامل» لأبي الأثير ج ٥ ص ٢٥٤، ٢٦٥ - ٢٦٧).

(٦) كفرتوثا: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة.

(٧) العلوق: جمع علق، كأسود وأسد، وشجون وشجن، والعلق: الهوى والحب. يريد طالما تعلقت بك هموم الحب وأشجانه.