كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

الأخطل

صفحة 432 - الجزء 8

  وإلى الجراب فأكل التمر والزّبيب كلَّه. / وجاءت فلحّظت موضعها فرأته فارغا، فعلمت أنه قد دهاها، وعمدت إلى خشبة لتضربه بها؛ فهرب وقال:

  ألمّ على عنبات العجوز ... وشكوتها من غياث⁣(⁣١) لمم

  فظلَّت تنادي ألا ويلها ... وتلعن واللعن منها أمم⁣(⁣٢)

  وذكر يعقوب بن السّكَّيت هذه القصة، فحكى أنها كانت مع امرأة لأبيه لها منه بنون، فكانت تؤثرهم باللَّبن والتمر والزبيب وتبعث به يرعى أعنزا لها. وسائر القصة والشعر متّفق. وقال في خبره: وهذا أوّل شعر قاله الأخطل.

  نسب بأمامة ورعوم ابنتي سعيد بن إياس

  : أخبرني الحسن بن عليّ عن ابن مهرويه عن عليّ بن فيروز عن الأصمعيّ عن أمامة ورعوم اللَّتين قال فيهما الأخطل:

  صرمت أمامة حبلها ورعوم ورعوم وأمامة بنتا سعيد بن إياس بن هانئ بن قبيصة، وكان الأخطل نزل عليه فأطعمه وسقاه خمرا وخرجتا وهما جويريتان فخدمتاه. ثم نزل عليه ثانية وقد كبرتا فحجبتا عنه؛ فسأل عنهما وقال: فأين ابنتاي؟ فأخبر بكبرهما، فنسب بهما. قال: والرّعوم هي التي كانت عند قتيبة بن مسلم وكان يقال لها أمّ الأخماس، تزوّجت في أخماس⁣(⁣٣) البصرة محمد بن المهلَّب وعامر بن مسمع وعبّاد بن الحصين وقتيبة بن مسلم؛ وكان يقال لها الجارود.

  كان حكم بكر بن وائل

  : أخبرنا محمد بن العبّاس اليزيدي قال حدّثنا الخرّاز عن المدائنيّ قال قال أبو عبد الملك:

  كانت بكر بن وائل إذا تشاجرت في شيء رضيت بالأخطل، وكان يدخل المسجد فيقدمون إليه. قال: فرأيته بالجزيرة وقد شكي إلى القسّ وقد أخذ بلحيته وضربه بعصاه⁣(⁣٤) وهو يصيء⁣(⁣٥) كما يصيء الفرخ. فقلت له: أين هذا مما كنت فيه بالكوفة؟ فقال: يا بن أخي، إذا جاء الدّين ذللنا.

  استنشده داود بن المساور فأنشده ثم سأله عن أشهر الناس فأجابه

  : وقال يعقوب بن السّكَّيت زعم غيلان عن يحيى بن بلال عن عمر بن عبد اللَّه عن داود بن المساور قال:

  دخلت إلى الأخطل فسلَّمت عليه، فنسبني⁣(⁣٦) فانتسبت، واستنشدته فقال: أنشدك حبّة قلبي، ثم أنشدني:


(١) غياث: اسم الأخطل، كما مر في أوّل الترجمة.

(٢) أمم: قريب يسير.

(٣) أخماس البصرة: خمسة، فالخمس الأوّل العالية، والخمس الثاني بكر بن وائل، والخمس الثالث تميم، والخمس الرابع عبد القيس، والخمس الخامس الأزد، وفي ب، س، ج: «الأحماس» بالحاء المهملة، وهو تصحيف.

(٤) كذا في ب، س. وفي سائر الأصول: «وضربه فعضله ...».

(٥) يصئ: يصيح.

(٦) نسبني: سألني أن أنتسب.