كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

الأخطل

صفحة 433 - الجزء 8

  /

  لعمري لقد أسريت لا ليل عاجز ... بسلهبة⁣(⁣١) الخدّين ضاوية القرب⁣(⁣٢)

  إليك أمير المؤمنين رحلتها ... على⁣(⁣٣) الطائر الميمون والمنزل الرّحب

  فقلت: من أشعر الناس؟ قال: الأعشى. قلت: ثمّ من؟ قال: ثم أنا.

  أعطاه هشام فاستقل عطاءه وفرّقه في الصبيان

  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه عن أبي أيّوب المدينيّ عن المدائنيّ قال:

  إمتدح الأخطل هشاما فأعطاه خمسمائة درهم، فلم يرضها وخرج فاشترى بها تفّاحا وفرّقه على الصّبيان. فبلغ ذلك هشاما فقال: قبحه اللَّه! ما ضرّ إلَّا نفسه.

  تمثل هشام بشطر بيت في ناقة، فأتمه جرير والفرزدق وهو فأخذها

  : وقال يعقوب بن السّكَّيت حدّثني سلمة النّميريّ - وتوفّي وله مائة وأربعون سنة - أنه حضر هشاما وله يومئذ تسع عشرة سنة وحضر جرير والفرزدق والأخطل عنده؛ فأحضر هشام ناقة له فقال متمثّلا:

  أنيخها ما بدا لي ثم أرحلها ثم قال: أيّكم أتمّ البيت كما أريد فهي له. فقال جرير:

  كأنّها نقنق⁣(⁣٤) يعدو بصحراء فقال: لم تصنع شيئا. فقال الفرزدق:

  كأنّها كاسر⁣(⁣٥) بالدّوّ فتخاء فقال: لم تغن شيئا. فقال الأخطل:

  ترخي المشافر واللَّحيين إرخاء فقال: اركبها لا حملك اللَّه!

  هجته جارية من قومه فحذر أباها ثم هجاها

  : وقال هارون بن الزيّات حدّثني الخرّاز عن المدائنيّ قال:

  هجت الأخطل جارية من قومه؛ فقال لأبيها: يا أبا الدّلماء، إنّ ابنتك تعرّضت لي فاكففها. فقال له: هي امرأة مالكة لأمرها. فقال الأخطل.

  ألا أبلغ أبا الدّلماء عنّي ... بأن سنان شاعركم قصير


(١) سلهبة الخدين: طويلتهما.

(٢) القرب: الخاصرة.

(٣) كذا في «ديوانه». وفي الأصول: «عن الطائر ...» وهو تحريف.

(٤) النقنق: الظليم وهو ذكر النعام.

(٥) الدّوّ: الفلاة الواسعة. والكاسر: العقاب. والفتخاء: اللينة الجناح لأنها إذا انحطت كسرت جناحيها وغمزتهما.