سلامة القس
  نسبة ما في هذه الأخبار من الأصوات
  صوت
  لقد فتنت ريّا وسلَّامة القسّا ... فلم تتركا للقسّ عقلا ولا نفسا
  فتاتان أمّا منهما فشبيهة ال ... هلال وأخرى منهما تشبه الشمسا
  الشعر لعبد اللَّه بن قيس الرّقيّات. والغناء لمالك خفيف ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وفيه لابن سريح ثقيل أوّل عن الهشاميّ. وزعم عمرو بن بانة أن خفيف الثقيل لحنين الحيري. وقيل: إنّ الثقيل الأوّل لدحمان.
  ومنها الشعر الذي أوّله:
  أهابك أن أقول بذلت نفسي
  صوت
  أأثلة جرّ(١) جيرتك الزّيالا(٢) ... وعاد ضمير ودّكم خبالا
  فإنّي مستقيلك أثل لبّي ... ولبّ المرء أفضل ما استقالا
  أهابك أن أقول بذلت نفسي ... ولو أنّي أطيع القلب قالا
  حياء منك حتى سلّ جسمي ... وشقّ عليّ كتماني وطالا
  الشعر للقسّ. والغناء لمعبد خفيف ثقيل أوّل مطلق في مجرى البنصر. وفيه لمعبد ثقيل أوّل بالوسطى، أوّله:
  أهابك أن أقول بذلت نفسي
  كيف تعلق القس بها وقصة لها معه
  : أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثنا بكَّار بن رباح قال:
  كان عبد الرحمن بن عبد اللَّه بن أبي عمّار من بني جشم بن معاوية، وقد كانت أصابت جدّه منّة من صفوان بن أميّة، وكان ينزل مكة، وكان من عبّاد أهلها، فسمّي القسّ من عبادته. فمرّ ذات يوم بسلَّامة وهي تغنّي فوقف فتسمّع(٣) غناءها. فرآه مولاها فدعاه إلى أن يدخله إليها فيسمع منها، فأبى عليه. فقال له: فإني أقعدك في مكان تسمع منها ولا تراها. فقال: أمّا هذا فنعم. فأدخله داره وأجلسه حيث يسمع غناءها؛ ثم أمرها فخرجت إليه. فلمّا رآها علقت بقلبه فهام بها، واشتهر وشاع خبره بالمدينة. قال: وجعل يتردّد إلى منزل مولاها مدّة طويلة. ثم إنّ / مولاها خرج يوما لبعض شأنه وخلَّفه مقيما عندها؛ فقالت له: أنا واللَّه أحبّك! فقال لها: وأنا واللَّه الذي لا إله إلا
(١) جر جيرتك الزيالا أي سببوه وفي ج، م: «جد» بالدال المهملة والمستعمل متعديا في هذه المادة هو «أجد» وأما «جد» الثلاثي فيستعمل لازما.
(٢) الزيال: الفراق. وفي ب، س: «الذيال» بالذال المعجمة، وهو تحريف.
(٣) كذا في أ، م. وفي سائر الأصول: «فسمع».