العباس بن الأحنف
  سرق مخلد الموصلي من شعره فكشفه عبد اللَّه بن ربيعة الرقي
  : حدّثني الصّوليّ قال حدّثني عون بن محمّد الكنديّ قال:
  / كنّا مع مخلد الموصليّ في مجلس وكان معنا عبد اللَّه بن ربيعة الرّقّيّ؛ فأنشد مخلد الموصلي قصيدة له يقول فيها:
  كلّ شيء أقوى عليه ولكن ... ليس لي بالفراق منك يدان
  فجعل يستحسنه ويردّده، فقال له عبد اللَّه: أنت الفداء لمن ابتدأ هذا المعنى فأحسن فيه حيث يقول:
  سلبتني من السّرور ثيابا ... وكستني من الهموم ثيابا
  كلما أغلقت من الوصل بابا ... فتحت لي إلى المنيّة بابا
  عذّبيني بكلّ شيء سوى الص ... دّ فما ذقت كالصدود عذابا
  قال: فضحك الموصليّ. والشعر للعباس بن الأحنف.
  مدح الرياشي شعره
  : وأخبرني الصّوليّ قال حدّثني أبو الحسن الأسديّ قال:
  سمع الرّياشيّ يقول، وقد ذكر عنده العباس بن الأحنف: واللَّه لو لم يقلّ من الشعر إلا هذين البيتين لكفيا:
  صوت
  أحرم منكم بما أقول وقد ... نال به العاشقون من عشقوا
  صرت كأني ذبالة نصبت ... تضيء للنّاس وهي تحترق
  وفي هذين البيتين لحن لعبد اللَّه بن العبّاس من الثقيل الثاني بالبنصر. وفيه لخزرج رمل أوّل عن عبد اللَّه بن العبّاس:
  أنت لا نعلمين ما الهمّ والحز ... ن ولا تعلمين ما الأرق(١)
  اختلف الرشيد وإسحاق الموصلي في مدحه ومدح أبي العتاهية
  : أخبرني عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثني محمد بن يزيد المبرّد قال حدّثني بعض مشايخ الأزد عن إسحاق بن إبراهيم الموصليّ قال:
  كان الرشيد يقدّم أبا العتاهية حتى يجوز الحدّ في تقديمه، وكنت أقدّم العبّاس بن الأحنف؛ فاغتابني بعض الناس عند الرشيد وعابني عنده، وقال عقب ذلك: وبحسبك يا أمير المؤمنين أنه يخالفك في العباس بن الأحنف على حداثة سنّه وقلَّة حذقه وتجريبه، ويقدّمه على أبي العتاهية مع ميلك إليه. وبلغني الخبر فدخلت على الرّشيد؛
(١) ورد هذا البيت في الأصول مفردا، وهو وإن كان على رويّ البيتين السابقين إلَّا أنه لم يمهد له فالظاهر أن في الأصول نقصا.