كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسبه وأخباره

صفحة 513 - الجزء 8

  سؤال ابن زياد له وللأحنف عن الشراب

  : أخبرني محمد بن زكريا الصحّاف، قال: حدّثنا قعنب بن محرز، قال: حدثنا الهيثم بن عديّ، عن ابن عيّاش⁣(⁣١)، عن المغيرة بن المنتشر، قال:

  إنّا عند⁣(⁣٢) عبيد اللَّه بن زياد، وعنده الأحنف [بن قيس]⁣(⁣٣) وحارثة بن بدر، وكان حارثة يتّهم بالشراب. فقال له عبيد اللَّه: يا حارثة، أيّ الشراب أطيب؟ قال: برّة طبريّة⁣(⁣٤)؛ بأقطة عنزبّة، بسمنة عربيّة، بسكرة سوسيّة⁣(⁣٥). فتبسّم عبيد اللَّه، ثم قال للأحنف: يا أبا بحر، أيّ الشّراب أطيب؟ قال: الخمر. فقال له عبيد اللَّه: وما يدريك ولست⁣(⁣٦) من أهلها؟ قال: من يستحلَّها لا يعدوها إلى غيرها، ومن يحرّمها يتأوّل فيها حتى يشربها. قال: فضحك عبيد اللَّه.

  هو ورجل أجاز له بيتا

  : أخبرني أحمد بن محمد أبو الحسن الأسدي⁣(⁣٧) وعمرو بن عبد اللَّه العتكي، قالا: حدّثنا الرياشيّ. وقال العتكي في خبره: «عن أبي عبيدة»، ولم يقله الأسديّ ولا تجاوز الرياشيّ به:

  إن حارثة كان بكوار⁣(⁣٨) من أردشير⁣(⁣٩) خره [يتنزه]⁣(⁣١٠) فقال:

  ألم تر أن حارثة بن بدر ... أقام بدير أبلق⁣(⁣١١) من كوارا

  ثم قال لجند كانوا معه: من أجاز هذا البيت فله حكمه. فقال له رجل منهم: أنا أجيزه على أن تجعل لي الأمان من غضبك، وتجعلني رسولك إلى البصرة، وتطلب لي القفل⁣(⁣١٢) من الأمير. قال: ذلك لك. قال: ثم رد عليه نشيد البيت، فقال الرجل:

  مقيما يشرب الصّهباء صرفا ... إذا ما قلت تصرعه استدارا

  فقال له حارثة: لك شرطك، ولو كنت قلت لنا شيئا يسرنا لسررناك.

  طلب منه الأبيرد ثوبين فأعطاه ما لم يرضه فهجاه

  : كتب إليّ أبو خليفة الفضل بن الحباب، أخبرنا محمد بن سلَّام، قال: قدم الأبيرد الرّياحيّ على حارثة بن بدر


(١) س: «أبي عياش»، تحريف.

(٢) أ، ب: «كنا عند».

(٣) تكملة من أ، ب.

(٤) س: «طيسارية».

(٥) «سوسية»: نسبة إلى سوس. كورة بالأهواز.

(٦) أ، ب: «وما يدريك من أهلها».

(٧) أ: «أخبرني محمد أبو الحسن الأسدي». س: «أخبرني محمد بن محمد الحسن الأسدي».

(٨) كوار، بالضم وتخفيف الواو: بلدة بينها وبين شيراز عشرة فراسخ.

(٩) أردشير خره: كورة بفارس، منها شيراز وكوار.

(١٠) تكملة من أ، ب.

(١١) ذكر ياقوت هذا الدير في «دير الأبلق» وقال: «بكوار من ناحية أردشير حره» ثم أورد البيتين، هذا البيت والذي بعده منسوبين لحارثة.

(١٢) القفل، بالفتح: الرجوع، كالقفول.