كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسبه وأخباره

صفحة 518 - الجزء 8

  وإن أنتما أفشيتماه فلا رأت ... عيونكما يوم الحساب محمّدا

  ولا زلتما في شقوة ما بقيتما ... تذوقان عيشا سيّء الحال⁣(⁣١) أنكدا

  هو ومولاه في تسويد قومه له

  : أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ، قال: أنبأنا الحسين بن عليل، قال: أنبأنا مسعود بن بشر عن أبي عبيدة، قال:

  اجتاز حارثة بن بدر الغداني بمجلس من مجالس قومه [من⁣(⁣٢)] بني تميم ومعه كعب مولاه، فكلما اجتاز بقوم قاموا إليه وقالوا: مرحبا بسيدنا، فلما ولَّى قال له كعب: ما سمعت كلاما قطَّ أقرّ لعيني ولا ألذّ بسمعي⁣(⁣٣) من هذا الكلام الذي سمعته اليوم. فقال له حارثة: لكني لم أسمع كلاما قطَّ أكره لنفسي وأبغض إليّ مما سمعته. قال:

  ولم! قال: ويحك يا كعب! إنما سوّدني قومي حين⁣(⁣٤) ذهب خيارهم وأماثلهم، فاحفظ عني هذا البيت:

  خلت الدّيار فسدت غير مسوّد ... ومن الشّقاء⁣(⁣٥) تفرّدي بالسّودد

  مطلبه في وفاته

  : قال:

  واشتكى حارثة [بن بدر] وأشرف⁣(⁣٦) على الموت، فجعل قومه يعودونه⁣(⁣٧) فقالوا له⁣(⁣٨): هل لك من حاجة أو شيء تريده؟ قال: نعم، اكسروا رجل مولاي كعب لئلا يبرح من عندي فإنه يؤنسني. ففعلوا، وأنشأ⁣(⁣٩) يقول:

  /

  يا كعب مهلا فلا تجزع على أحد ... يا كعب لم يبق منّا غير أجساد

  يا كعب ما راح من قوم ولا بكروا⁣(⁣١٠) ... إلا وللموت في آثارهم حادي

  يا كعب ما طلعت شمس ولا غربت ... إلَّا تقرّب آجالا⁣(⁣١١) لميعاد

  يا كعب كم من حمى قوم نزلت به⁣(⁣١٢) ... على صواعق من زجر وإيعاد


(١) ب: «البال».

(٢) تكملة من أ، ب.

(٣) أ، ب: «السمعي».

(٤) أ، ب: «حيت».

(٥) أ، ب: «ومن البلاء».

(٦) التكملة من أ، ب.

(٧) أ، ب: «ودخل عليه قومه يعودونه».

(٨) تكملة من س.

(٩) أ، ب: «فأنشأ».

(١٠) أ، ب: «ولا ابتكروا».

(١١) س: «آجال».

(١٢) أ، ب: «بهم».