كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

كثير عزة

صفحة 15 - الجزء 9

  أدراجه⁣(⁣١)، فقال له أبو هاشم: كنت الساعة مع فلان فقلت له كذا وكذا وقال لك كذا وكذا. فقال له كثيّر: أشهد أنّك رسول اللَّه.

  كان يقول عن الأطفال من آل البيت إنهم الأنبياء الصغار:

  أخبرنا محمد بن جعفر النحويّ قال حدّثنا محمد، وأخبرنا! الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا محمد بن إسماعيل عن موسى بن عبد اللَّه فيما أحسب قال:

  نظر كثيّر إلى بني حسن بن حسن وهم صغار فقال: بأبي أنتم! هؤلاء الأنبياء الصغار. وكان يرى الرّجعة.

  وروى عليّ⁣(⁣٢) بن بشر بن سعيد الرازيّ عن محمد بن حميد عن أبي زهير عبد الرحمن بن مغراء الدّوسيّ عن محمد بن عمارة قال:

  مرّ كثيّر بمعاوية بن عبد اللَّه بن جعفر وهو في المكتب، فأكبّ عليه يقبّله وقال: أنت من الأنبياء الصغار وربّ الكعبة!.

  أخبرنا أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثنا محمد بن إسماعيل قال حدّثنا قعنب بن المحرز قال حدّثني إبراهيم بن داجة قال:

  كان كثيّر شيعيا، وكان يأتي ولد حسن بن حسن إذا أخذ عطاءه، فيهب لهم الدراهم ويقول: وابأبي الأنبياء الصغار!. وكان يؤمن بالرّجعة. فيقول له محمد بن عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان، وهو أخوهم لأمّهم،: يا عمّ هب لي، فيقول: لا! لست من الشجرة.

  كان عمرو بن عبد العزيز يعرف بحبه صلاح بني هاشم وفسادهم:

  أخبرنا محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا أحمد بن يحيى ثعلب قال حدّثني الزّبير بن بكَّار قال حدّثني عثمان بن عبد الرحمن عن إبراهيم بن يعقوب بن أبي عبيد اللَّه قال:

  قال عمر بن عبد العزيز: إني لأعرف صلَّاح بني هاشم من فسّادهم بحبّ كثيّر: من أحبّه منهم فهو فاسد، ومن أبغضه فهو صالح، لأنه كان خشبيا يقول بالرجعة.

  أخبرنا الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عبد العزيز بن محمد الدّراورديّ⁣(⁣٣) عن أبي لهيعة عن رجاء بن حيوة قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول: إن مما أعتبر به صلَّاح بني هاشم وفسّادهم حبّ كثيّر، ثم ذكر مثله.

  قال لعمته إنه يونس بن متى:

  أخبرنا الحرميّ قال حدّثنا الزّبير قال حدّثنا عليّ بن صالح عن ابن دأب قال:

  كان كثيّر يدخل على عمّه له برزة⁣(⁣٤) فتكرمه وتطرح له وسادة يجلس عليها. فقال لها يوما: لا واللَّه ما تعرفينني


(١) لعله «فأقبل على أدراجه» يريد أنه حضر لوقته لم يلو على شيء؛ فتكون كلمة «به» من زيادة النساخ.

(٢) في ج: «علي بن سعيد بن بشر الرازي».

(٣) الدراوردي: نسبة شاذة إلى دارابجرد (يقال: درابجرد): بلد بفارس ومحلَّة بنيسابور أيضا. (راجع «لب اللباب في تحرير الأنساب» للسيوطي).

(٤) البرزة: المرأة الكهلة التي لا تحتجب احتجاب الثواب وهي مع ذلك عفيفة عاقلة تجلس إلى الناس وتحدثهم.