كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر امرئ القيس ونسبه وأخباره

صفحة 73 - الجزء 9

  إذا جالت الخيل في مأزق ... تصافح⁣(⁣١) فيه المنايا النفوسا

  أتقيمون أم تنصرفون؟ قالوا: بل ننصرف بأسوأ الاختيار، وأبلى الاجترار لمكروه وأذيّة، وحرب وبليّة. ثم نهضوا عنه، وقبيصة يقول متمثّلا:

  لعلك أن تستوخم⁣(⁣٢) الموت إن غدت ... كتائبنا في مأزق الموت تمطر⁣(⁣٣)

  فقال امرؤ القيس: لا واللَّه لا أستوخمه، فرويدا ينكشف لك دجاها عن فرسان كندة وكتائب حمير. ولقد كان ذكر غير هذا أولى بي إذ كنت نازلا بربعي؛ ولكنك قلت فأجبت. فقال قبيصة: ما نتوقّع فوق قدر المعاتبة والإعتاب. قال امرؤ القيس: فهو ذاك.

  أصوات معبد المعروفة بالقابها وهي خمسة

  أصوات معبد الخمسة وألقابها:

  أخبرني محمد بن مزيد بن أبي الأزهر قال حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه، وأخبرني إسماعيل بن يونس الشّيعيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة عن إسحاق، وأخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه، وأخبرني عليّ بن عبد العزيز عن ابن خرداذبة عن إسحاق:

  / أن معبدا كان يسمّي صوته:

  هريرة ودّعها وإن لام لائم

  الدّوّامة لكثرة ما فيه من الترجيع. ويسمّي صوته:

  عاود القلب من تذكَّر جمل

  المنمنم. ويسمّي صوته:

  أمن آل ليلى بالملا متربّع

  معقّصات القرون أي يحرك خصل الشعر. ويسمّي صوته:

  [جعل⁣(⁣٤) اللَّه جعفرا لك بعلا

  المتبختر. ويسمي صوته]:

  ضوء برق بدا لعينيك أم شبّت ... بذي الأثل من سلامة⁣(⁣٤) نار [مقطَّع الأثفار⁣(⁣٤)].


(١) كذا في ج: وفي سائر الأصول: «تدافع».

(٢) استوخم الشيء: لم يستمرئه.

(٣) لعلها «تخطر».

(٤) التكملة أثبتناها من بيان نسبة الأصوات فيما يأتي ص ١٣٢.