كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأعشى ونسبه

صفحة 76 - الجزء 9

  إني لواقف بسوق حجر⁣(⁣١) إذ أنا برجل من هيئته وحاله عليه مقطَّعات خزّ وهو على نجيب مهريّ عليه رحل لم أر قطَّ أحسن منه وهو يقول: من يفاخرني من ينافرني ببني عامر بن صعصعة فرسانا وشعراء وعددا وفعالا؟! قلت:

  أنا. قال: بمن؟ قلت: ببني ثعلبة بن عكابة بن صعب بن عليّ بن بكر بن وائل. فقال: أما بلغك أنّ رسول اللَّه نهى عن المنافرة؟ ثم ولَّى هاربا. قلت: من هذا؟ قيل: عبد العزيز بن زرارة بن جزء بن سفيان الكلابيّ.

  هو صناجة العرب:

  أخبرني حبيب بن نصر المهلَّبيّ وأحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قالا حدّثنا / عمر بن شبّة قال:

  قال أبو عبيدة: من قدّم الأعشى يحتجّ بكثرة طواله الجياد وتصرفه في المديح والهجاء وسائر فنون الشعر، وليس ذلك لغيره. ويقال: هو أوّل من سأل بشعره، وانتجع به أقاصي البلاد. وكان يغنّى في شعره، فكانت العرب تسّمّيه صنّاجة العرب.

  أخبرني المهلَّبيّ والجوهريّ قالا حدّثنا عمر بن شبّة قال: سمعت خلَّادا الأرقط يقول سمعت خلفا الأحمر يقول:

  لا يعرف من أشعر الناس كما لا يعرف من أشجع الناس ولا من كذا ولا من كذا، لأشياء ذكرها خلف ونسيتها أنا. أبو زيد عمر بن شبّة يقول هذا.

  كان أبو عمرو بن العلاء يقدمه:

  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثني عمّي يوسف قال حدّثني عمّي إسماعيل بن أبي محمد قال أخبرني أبي قال: سمعت أبا عمرو بن العلاء يقدّم الأعشى.

  سئل مروان بن أبي حفصة عن أشعر الناس فقدمه بشعره:

  وقا هشام بن الكلبيّ أخبرني أبو قبيصة المجاشعيّ أن مروان بن أبي حفصة سئل: من أشعر الناس؟ قال: الذي يقول:

  كلا أبويكم كان فرع دعامة ... ولكنّهم زادوا وأصبحت ناقصا

  يعني الأعشى.

  قدمه حماد على جميع الشعراء حين سأله المنصور عن ذلك:

  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثني عمّي قال قال سلمة بن نجاح أخبرني يحيى بن سليم الكاتب قال:

  بعثني أبو جعفر أمير المؤمنين بالكوفة⁣(⁣٢) إلى حمّاد الراوية أسأله عن أشعر الشعراء. قال: فأتيت باب حمّاد فاستأذنت وقلت: يا غلام! فأجابني إنسان من أقصى بيت في الدار فقال: من أنت؟ فقلت: يحيى بن سليم رسول


(١) حجر: مدينة باليمامة.

(٢) لعل الأصل: «بعثني أبو جعفر أمير المؤمنين إلى حماد الراوية بالكوفة ... إلخ».