كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الأعشى ونسبه

صفحة 78 - الجزء 9

  هو أستاذ الشعراء في الجاهلية وجرير أستاذهم في الإسلام:

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني أبو عدنان قال وقال لي يحيى بن الجون العبديّ راوية بشّار:

  نحن حاكة الشّعر في الجاهليّة والإسلام ونحن أعلم الناس به، أعشى بني قيس بن ثعلبة أستاذ الشعراء في الجاهليّة.

  وجرير بن الخطفى أستاذهم في الإسلام.

  حديث الشعبي عنه:

  أخبرني محمد بن العبّاس اليزيديّ قال حدّثنا الرّياشيّ قال:

  قال الشّعبيّ: الأعشى أغزل الناس في بيت، وأخنث الناس في بيت، وأشجع الناس في بيت. فأمّا أغزل بيت فقوله:

  غرّاء فرعاء مصقول عوارضها ... تمشي الهوينى كما يمشي الوجي الوحل⁣(⁣١)

  وأمّا أخنث بيت فقوله:

  قالت هريرة لمّا جئت زائرها ... ويلي عليك وويلي منك يا رجل

  وأمّا أشجع بيت فقوله:

  قالوا الطَّراد فقلنا تلك عادتنا ... أو تنزلون فإنا معشر نزل

  حماد الراوية يسأل عن أشعر العرب فيجيب من شعره:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا ابن مهرويه عن ابن أبي سعد قال ذكر الهيثم بن عديّ أن حمّادا الراوية سئل عن أشعر العرب، قال الذي يقول:

  نازعتهم قضب الرّيحان متّكئا ... وقهوة مزّة⁣(⁣٢) راووقها خضل

  كان قدريا وكان لبيد مثبتا:

  أخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثنا أبو عليّ العنزيّ قال حدّثني محمد بن معاوية الأسديّ قال حدّثني رجل عن أبان بن تغلب عن سماك بن حرب قال قال لي يحيى بن متّى راوية الأعشى وكان نصرانيّا عباديّا وكان معمّرا قال:

  / كان الأعشى قدريّا⁣(⁣٣) وكان لبيد مثبتا. قال لبيد:

  من هداه سبل الخير اهتدى ... ناعم البال ومن شاء أضلّ

  وقال الأعشى.

  إستأثر اللَّه بالوفاء وبال ... عدل وولَّى الملامة الرّجلا


(١) الوجي: وصف من الوجي، وهو أن يجد ألما في رجليه عند المشي. والوحل: الماشي في الوحل.

(٢) المزة والمزاء: التي فيها مزازة. والراووق: الباطية، أي إناء الخمر. واستعمال الراووق في الباطية قليل، والمعروف أن الراووق المصفاة التي تروّق وتصفى فيها الخمر. والخضل: الدائم الندى.

(٣) القدرية: جاحد والقدر أي ينكرون أن اللَّه قدّر على عباده الشر، وهو ما ذهبت إليه فرقة من المسلمين يقال لهم المعتزلة.