كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

- صوت من أصوات معبد المعروفة بالمدن

صفحة 106 - الجزء 9

  غنّى معبد في الأوّل والثاني في لحنه المذكور في مدن معبد لحنا من القدر الأوسط من الثقيل الأوّل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر عن إسحاق. وذكرت دنانير أن فيهما لابن سريج أيضا صنعة. ولمعبد أيضا في الرابع والخامس والثالث ثقيل أوّل، ذكره حبش، وقيل: بل هو لحن ابن سريج، وذلك الصحيح. ولابن محرز في الثقيل في «إن تركبوا» وفي «كناطح صخرة» ثاني ثقيل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق. ولحنين الحيريّ في «أبلغ يزيد بني شيبان» و «إن تركبوا» ثاني ثقيل آخر. وذكر أحمد بن المكَّيّ أن لابن محرز في «ودّع هريرة» و «تسمع للحلي» ثاني ثقيل بالخنصر في مجرى البنصر. وفي «وقد غدوت» وما بعده رمل لابن سريج ومخارق عن الهشامي. ولابن سريج في «تسمع للحلى» وقبله «ودّع هريرة» رمل بالسبابة في مجرى البنصر عن إسحاق. وللغريض في «قالت هريرة» و «علَّقتها عرضا» رمل. وفي هذه الأبيات بعينها هزج ينسب إليه أيضا وإلى غيره. وفي «تسمع للحلى» و «قالت هريرة» هزج لمحمد بن حسن بن مصعب. وفي «لم تمش ميلا» و «أقول للركب» لابن سريج خفيف الثقيل الأوّل بالبنصر عن حبش. وفي «قالت / هريرة» و «تسمع للحلى» لحن لابن سريج. وإن لحنين في البيتين الآخرين لحنا آخر. وقد مضت أخبار هريرة مع الأعشى في:

  هريرة ودّعها وإن لام لائم

  وأخبرني الحسين بن يحيى عن حمّاد عن أبيه عن الأصمعيّ قال قلت لأعرابيّة: ما الغرّاء؟ قالت: التي بين حاجبيها بلج وفي جبهتها اتساع تتباعد قصّتها معه عن حاجبيها فيكون بينهما نفنف⁣(⁣١). وقال أبو عبيدة: الفرعاء:

  الكثيرة الشعر. والعوارض: الأسنان. والهوينى تصغير الهونى، والهونى: مؤنث الأهون. والوجي: الظالع وهو الذي قد حفي فليس يكاد يستقلّ على رجله. والوحل: الذي قد وقع في الوحل. / والعشرق: نبت يبس فتحرّكه الريح؛ شبّه صوت حليها بصوته. الزّجل: المصوّت من العشرق. وعلَّقتها: أحببتها. وعرضا: على غير موعد.

  والوعل: التّيس الجبليّ، والجمع أوعال. مألكة: رسالة، والجمع مآلك. ما تنفكّ: ما تزال. وتأتكل: تتحرّق.

  وقال أبو عبيدة: الشاوي: الذي يشوي اللحم: والنّشول: الذي ينشل اللحم من القدر. ومشلّ: سوّاق سريع يسوق به. وشلشل: خفيف. وشول: طيّب الرّيح.

  ما وقع بين بني كعب وبني همام، وقصيدة الأعشى في ذلك:

  الشعر للأعشى وقد تقدّم نسبه وأخباره. يقول هذه القصيدة ليزيد بن مسهر أبي ثابت الشّيباني. قال أبو عبيدة:

  وكان من حديث هذه القصيدة أن رجلا من بني كعب بن سعد بن مالك بن ضبيعة بن قيس بن ثعلبة، يقال له ضبيع، قتل رجلا من بني همّام يقال له زاهر بن سيّار بن أسعد بن همّام بن مرّة بن ذهل بن شيبان، وكان ضبيع مطروقا⁣(⁣٢) ضعيف العقل. فنهاهم يزيد بن مسهر أن يقتلوا ضبيعا بزاهر وقال: / اقتلوا به سيّدا من بني سعد بن مالك بن ضبيعة، فحضّ بني سيّار بن أسعد على ذلك وأمرهم به. وبلغ بني قيس مما قاله، فقال الأعشى هذه الكلمة يأمره أن يدع بني سيّار وبني كعب ولا يعين بني سيّار؛ فإنه إن أعانهم أعانت قبائل بني قيس بني كعب، وحذّرهم أن تلقى شيبان منهم مثل ما لقوا يوم العين عين محلَّم⁣(⁣٣) بهجر.


(١) النفنف: المهوى بين الشيئين.

(٢) المطروق: الذي به هوج وجنون.

(٣) عين محلم (بتشديد اللام وكسرها): قال أبو منصور: هي عين فوّارة بالبحرين، وما رأيت عينا أكثر ماء منها، وماؤها جار في منبعها، فإذا برد فهو ماء عذب. ولهذه العين إذا جرت في نهرها خلج كثيرة تتخلج منها تسقي قرى كثيرة ومزارع ونخلا