ذكر الشماخ ونسبه وخبره
  شديد متون الشعر أشدّ كلاما(١) من لبيد، وفيه كزازة(٢)، ولبيد أسهل منه منطقا. أخبرنا بذلك أبو خليفة عنه.
  قال الحطيئة إنه أشعر غطفان:
  وقد قال الحطيئة في وصيّته: أبلغوا الشمّاخ أنه أشعر غطفان، قد كتب ذلك في شعر الحطيئة(٣).
  هو أوصف الناس للحمير:
  وهو أوصف الناس للحمير. أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدّثني عمّي عن ابن الكلبيّ قال: أنشد الوليد بن عبد الملك شيئا من شعر الشمّاخ / في صفة الحمير فقال: ما أوصفه لها! إني لأحسب أن أحد أبويه كان حمّارا.
  أخبرني إبراهيم بن عبد اللَّه قال حدّثنا عبد اللَّه بن مسلم قال:
  كان الشمّاخ يهجو قومه ويهجو ضيفه ويمنّ عليه بقراه. وهو أوصف الناس للقوس والحمار وأرجز الناس على البديهة.
  حديث الشماخ ومزرّد مع أمهما:
  أخبرني محمد بن العباس اليزيديّ قال حدّثنا عبد الرحمن ابن أخي الأصمعيّ عن عمّه قال:
  قال مزرّد لأمّه: كان كعب بن زهير لا يهابني وهو اليوم يهابني. فقالت: يا بنيّ نعم! إنه يرى جرو الهراش موثقا ببابك. تعني أخاه الشمّاخ. وقد ذكر محمد بن الحسن الأحول هذا الخبر عن ابن الأعرابيّ عن المفضّل قال:
  قالت معاذة بنت بجير بن خلف للشّماخ ومزرّد: عرّضتماني لشعراء العرب الحطيئة وكعب بن زهير. فقال: كلَّا! لا تخافي. قالت: فما يؤمّنني؟ قالا: إنك ربطت بباب بيتك جروي هراش لا يجترئ أحد عليهما. يعينان أنفسهما.
  منازعته قوم امرأته إلى كثير بن الصلت:
  أخبرني أبو خليفة قال حدّثنا محمد بن سلَّام قال أخبرني شعيب بن صخر قال:
  كانت عند الشمّاخ امرأة من بني سليم أحد بني حرام بن سماك، فنازعته وادّعته طلاقا وحضر معها قومها فاختصموا إلى كثير بن الصّلت - وكان عثمان بن عفّان أقعده للنظر بين الناس، وهو رجل من كندة وعداده في بني جمح [وقد ولدتهم بنو جمح(٤)] ثم تحوّلوا إلى بني العبّاس فهم فيهم اليوم - فرأى كثير عليهم يمينا، فالتوى الشمّاخ باليمين يحرّضهم عليها، ثم حلف وقال:
  /
  أتتني سليم قضّها وقضيضها ... تمسّح حولي بالبقيع سبالها
  يقولون لي يا احلف(٥) ولست بحالف ... أخاتلهم عنها لكيما أنالها
(١) عبارة ابن سلام «أشدّ أسر الكلام من لبيد».
(٢) الكزازة: اليبس والتقبض.
(٣) راجع الجزء الثاني ص ١٩٦ من هذه الطبعة.
(٤) هذه الجملة في الأصول ولم ترد في «طبقات لابن سلام».
(٥) في الأصول: «فاحلف» والتصويب عن «دي؟».