- سبعة ابن سريج
  نسبة ما لم تمض نسبته من هذه الأصوات إذ كان بعضها قد مضى متقدّما
  الكلام على ما لم يمض الكلام عليه من هذه السبقة:
  فمنها:
  صوت
  /
  لقد حبّبت نعم إلينا بوجهها ... مساكن ما بين الوتائر(١) فالنّقع
  ومن أجل ذات الخال أعملت ناقتي ... أكلَّفها سير الكلال مع الظَّلع
  عروضه من الطويل. والشعر لعمر بن أبي ربيعة، والغناء لابن سريج ثاني ثقيل بالبنصر. وذات الخال التي عناها ها هنا عمر امرأة من ولد أبي سفيان بن حرب، كان عمر يكني عنها بذلك.
  عمر بن أبي ربيعة وذات الخال:
  حدّثني عليّ بن صالح بن الهيثم قال حدّثني أبو هفّان عن إسحاق بن إبراهيم الموصليّ عن الزّبيريّ والمسيّبيّ ومحمد بن سلَّام والمدائنيّ، وأخبرنا به الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير قال حدّثني عمّي ولم يتجاوزه:
  / أن عمر بن أبي ربيعة وابن أبي عتيق كانا جالبسين بفناء الكعبة، إذ مرّت بهما امرأة من آل أبي سفيان، فدعا عمر بكتف(٢) فكتب إليها وكنى عن اسمها:
  صوت
  ألمّا بذات الخال فاستطلعا لنا ... على العهد باق ودّها أم تصرّما
  وقولا لها إنّ النّوى أجنبيّة ... بنا وبكم قد خفت أن تتيمّما
  - غنّاه ابن سريج خفيف ثقيل أوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق - قال فقال له ابن أبي عتيق: سبحان اللَّه! ما تريد إلى امرأة مسلمة محرمة أن تكتب إليها مثل هذا! قال: فكيف بما قد سيّرته في الناس من قولي:
  لقد حبّبت نعم إلينا بوجهها ... مساكن ما بين الوتائر والنّقع
  ومن أجل ذات الخال أعملت ناقتي ... أكلَّفها سير الكلال مع الظَّلع
  ومن أجل ذات الخال يوم لقيتها ... بمندفع الأخباب(٣) أخضلني دمعي
  ومن أجل ذات الخال آلف منزلا ... أحلّ به لا ذا صديق ولا زرع
  ومن أجل ذات الخال عدت كأنني ... مخامر سقم داخل أو أخو ربع(٤)
(١) الوتيرة: ماء بأسفل مكة لخزاعة. والنقع: موضع قرب مكة في جنبات الطائف.
(٢) في ب، س: «بكاتب» وهو تحريف.
(٣) موضع قرب مكة. وفي الأصول: «الأجناب» بالجيم والنون وهو تصحيف.
(٤) الربع: النعش، ويكنى به عن الموت.