كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

- سبعة ابن سريج

صفحة 165 - الجزء 9

  ألمّا بذات الخال إن مقامها ... لدى الباب زاد القلب صدعا على صدع

  وأخرى لدى البيت العتيق نظرتها ... إليها تمشّت في عظامي وفي سمعي

  وقال الحرميّ في خبره: أما ترى ما سار لي من الشعر! ما علم اللَّه أنّي اطَّلعت حراما قطَّ! ثم انصرفنا. فلما كان من الغد التقينا. فقال عمر: أشعرت أنّ ذلك الإنسان قد ردّ الجواب؟ قال: وما كان من ردّه؟ قال: كتب.

  صوت

  أمسى قريضك بالهوى نمّاما ... فأربع هديت وكن له كتّاما

  واعلم بأن الخال حين وصفته ... قعد العدوّ به عليك وقاما

  لا تحسبنّ الكاشحين عدمتهم ... عما يسوءك غافلين نياما

  لا تمكننّ من الدّفينة كاشحا ... يتلو بها حفظا عليك إماما

  غنّى فيه سليم خفيف رمل بالبنصر عن عمرو. قال: وفيه لفريدة وإبراهيم لحنان.

  وفي بعض النسخ: لإسحاق فيه ثقيل أوّل غير منسوب. وذكر حبش أن خفيف الرّمل لفريدة.

  / أخبرني محمد بن خلف وكيع قال أخبرنا أبو أيّوب المدينيّ عن محمد بن سلَّام، قال وأخبرني حمّاد بن إسحاق عن أبيه عن محمد بن سلَّام قال:

  سألت عمر بن خليفة العبديّ - وكان عابدا وكان يعجبه الغناء - أيّ القوم كان أحسن غناء؟ قال: ابن سريج إذا تمعبد - يريد: إذا غنّى في مذهب معبد من الثقيل - قلت: مثل ماذا؟ قال: مثل صوته⁣(⁣١)

  صوت

  لقد حبّبت نعم إلينا بوجهها ... مساكن ما بين الوتائر فالنّقع

  وقال حمّاد بن إسحاق حدّثني أبي قال حدّثني أبو محمد العامريّ قال:

  جلس معبد والأبجر وجماعة من المغنّين فتذاكروا ابن سريج وما اشتهاه الناس من غنائه، فقالوا: ما هو إلَّا من غناء الزّفّاف والمخنّثين. فنمي الحديث إلى ابن سريج فغنّى:

  لقد حبّبت نعم إلينا بوجهها

  / فلمّا جاء معبد وأصحابه واجتمعوا غنّاهم إيّاه. فلمّا سمعوه قاموا هاربين، وجعل ابن سريج يصفّق خلفهم ويقول: إلى أين؟! إنما هو ابن ليلته فكيف لو اختمر!. قال فقال معبد: دعوه مع طرائقه الأول ولا تهيجوه على طرائقكم، وإلَّا لم يدع لكم واللَّه خبزا تأكلونه.

  قال الزّبير في خبره عن عمّه: وعلق نعما هذه فقال فيها شعرا كثيرا. ونحن نذكرها هاهنا ما فيه غناء من ذلك.

  فمنه قوله:


(١) كذا في أ، م وفي سائر الأصول: «قوله».