كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

4 - أخبار ابن سريج ونسبه

صفحة 247 - الجزء 1

  خفيف ثقيل أوّل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق. وللغريض في السابع والثامن والأوّل لحن من القدر الأوسط من الثّقيل الأوّل بالوسطى في مجراها عن إسحاق. ولمعبد في هذا الأبيات كلَّها لحن عن يونس ودنانير ولم يجنّساه، وذكر الهشاميّ أنه خفيف ثقيل. وفي السابع والثامن والتاسع رمل لدحمان، ويقال إنه للزّبير ابنه.

  ولمالك لحن أوّله:

  صوت

  لقد أرسلت جاريتي ... وقلت لها خذي حذرك

  وقولي في ملاطفة ... لزينب نوّلي عمرك

  / فهزّت رأسها عجبا ... وقالت من بذا أمرك

  أهذا سحرك النسوا ... ن قد خبّرنني خبرك

  / ولحن مالك هذا خفيف ثقيل بالوسطى من رواية ابن المكَّيّ. وهذا يروي الشعر ويجعل قوافيه كلَّها على الكاف. وفي هذا الأبيات بعينها على هذا القافية خفيف رمل ينسب إلى ابن سريج وإلى الغريض. وذكر حبش أنّ فيه لمعبد لحنا من الرّمل أوّله الثالث من الأبيات الأول المذكورة.

  رجع الخبر إلى سياقه أحاديث ابن سريج

  ابن سريج أحسن الناس غناء

  أخبرنا يحيى⁣(⁣١) بن عليّ ووكيع وجحظة قالوا: حدّثنا حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال: قال لي الفضل بن يحيى: سألت أباك ليلة وقد أخذ منه الشراب عن أحسن النّاس غناء، فقال لي؛ من النّساء أم من الرجال؟ قلت: من الرجال. قال: ابن محرز. فقلت: فمن النّساء؟ قال: ابن سريج، قال إسحاق لي: ويقال أحسن الرجال غناء من تشبّه بالنساء، وأحسن النساء غناء من تشبّه بالرجال. قال يحيى بن عليّ خاصّة: ثم كان ابن سريج كأنه خلق من قلب كلّ واحد، فهو يغنّي له بما يشتهي.

  ابن سريج ببعض أندية مكة

  أخبرني الحسين بن يحيى قال قال حمّاد: قرأت على أبي عن الهيثم بن عديّ قال: قال ابن سريج: مررت ببعض أندية مكة وفيه جماعة، فحصرت⁣(⁣٢) فقلت: كيف أجوزهم مع تعبي وما أنا فيه! فسمعتهم يقولون: قد جاء ابن سريج، فقال بعضهم ممّن لم يعرفني: ومن ابن سريج؟ فقال: الذي يغني:

  ألا هل هاجك الأظعا ... ن إذ جاوزن مطَّلحا


(١) كذا في ح، ر. وفي سائر النسخ: «عليّ بن يحيى». وسيأتي قوله قريبا: «قال يحيى بن عليّ خاصة الخ»، واتفقت كل النسخ على ذلك.

(٢) كذا في ح. ومعناه أحجمت عن المرور عليهم. وكل من امتنع من شيء لم يقدر عليه فقد حصر عنه. وفي سائر النسخ:

«فحضرت» وهو تصحيف.