كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار إبراهيم بن العباس ونسبه

صفحة 272 - الجزء 10

  لو تكسّب إبراهيم بن العبّاس بالشعر لتركنا في غير شيء. قال: ثم أنشدنا له، وكان يستحسن ذلك من قوله:

  إنّ امرأ ضنّ بمعروفه ... عنّي لمبذول له عذري

  ما أنا بالراغب في عرفه ... إن كان لا يرغب في شكري

  هجاؤه محمد بن عبد الملك الزيات وتشفيه بموته:

  / وكان إبراهيم بن العباس صديقا لمحمد بن عبد الملك الزيّات، ثم آذاه وقصده وصارت بينهما شحناء عظيمة لم يمكن تلافيها، فكان إبراهيم يهجوه؛ فمن قوله فيه:

  أبا جعفر خف خفضة بعد رفعة ... وقصّر قليلا عن مدى غلوائكا

  لئن كان هذا اليوم يوما حويته ... فإن رجائي في غد كرجائكا

  وله فيه أيضا:

  دعوتك في بلوى ألمّت صروفها ... فأوقدت من ضغن عليّ سعيرها

  فإنّي إذا أدعوك عند ملمّة ... كداعية عند القبور نصيرها

  / وقال فيه لمّا مات:

  لمّا أتاني خبر الزيّات ... وأنّه قد صار في الأموات

  أيقنت أنّ موته حياتي

  هجره صديقه الحارث بن بسخنر مرضاة لمحمد بن عبد الملك الزيّات فقال في ذلك شعرا:

  أخبرني حجظة قال حدّثني ميمون بن هارون قال: لما انحرف محمد بن عبد الملك الزيّات عن إبراهيم تحاماه الناس أن يلقوه، وكان الحارث بن بسخنّر صديقا له مصافيا، فهجره فيمن هجره من إخوانه؛ فكتب إليه:

  تغيّر لي فيمن تغيّر حارث ... وكم من أخ قد غيّرته الحوادث

  أحارث إن شوركت فيك فطالما ... غنينا وما بيني وبينك ثالث

  وقد قيل: إن هذه الأبيات لإسحاق بن إبراهيم الموصليّ.

  ومن جيّد قول إبراهيم بن العباس وفيه غناء:

  صوت

  خلّ النّفاق لأهله ... وعليك فالتمس الطَّريقا

  واذهب بنفسك أن ترى ... إلَّا عدّوا أو صديقا

  الغناء لأبي العبيس بن حمدون، ثقيل أوّل.