كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي النجم ونسبه

صفحة 347 - الجزء 10

  منّا الذي ربع⁣(⁣١) الجيوش لظهره ... عشرون وهو يعدّ في الأحياء

  فقال له عبد الملك: قف، إن كنت صدقت في هذا البيت فلا نريد ما وراءه. فقال الفرزدق: وأنا أعرف منه ستة عشر، ومن ولد ولده أربعة كلَّهم قد ربع. فقال عبد الملك أو سليمان: ومن ولد ولده هم ولده، إدفع إليه الجارية يا غلام. قال: فغلبهم يومئذ.

  قال: وبلغني من وجه آخر أنه قال له: فإذا أقررت له بستة عشر فقد وهبت له أربعة، ودفع إليه الجارية، فقدم بها البادية؛ فكان بينه وبين أهله شرّ من أجلها.

  وصف جارية لخالد بن عبد اللَّه القسري لساعته فوهبها له:

  وقال أبو عمرو:

  بعث الجنيد بن عبد الرحمن المرّيّ إلى خالد بن عبد اللَّه القسريّ بسبي من الهند بيض، فجعل يهب لأهل البيت كما هو للرّجل من قريش ومن وجوه الناس، حتى بقيت جارية منهنّ جميلة كان يدّخرها وعليها ثياب أرضها فوطتان. فقال لأبي النّجم: هل عندك فيها شيء حاضر وتأخذها الساعة؟ قال: نعم أصلحك اللَّه! فقال العريان بن الهيثم النّخعيّ: كذب واللَّه ما يقدر على ذلك.

  فقال أبو النّجم:

  علقت خودا من بنات الزّطَّ⁣(⁣٢) ... ذات جهاز⁣(⁣٣) مضغط ملطَّ⁣(⁣٤)

  رابي المجسّ جيّد المحطَّ ... كأنّما قطَّ على مقطَّ

  إذا بدا منها الذي تغطَّي ... كأنّ تحت ثوبها المنعطَّ⁣(⁣٥)

  / شطَّا⁣(⁣٦) رميت فوقه بشطَّ ... لم ينز في البطن ولم ينحطَّ

  فيه شفاء من أذى التّمطَّي ... كهامة الشيخ اليماني الثّطَّ⁣(⁣٧)

  وأومأ بيده إلى هامة العريان بن الهيثم. فضحك خالد وقال للعريان: كيف ترى!. أحتاج إلى أن يروّي⁣(⁣٨) فيها يا عريان؟! قال: لا واللَّه! ولكنّه ملعون ابن ملعون:

  وقال أبو عمرو في هذه الرواية وأخبرني به عليّ بن سليمان الأخفش قال حدّثنا محمد بن يزيد المبرّد قال حدّثني محمد بن المغيرة⁣(⁣٩) بن محمد عن الزّبير بن بكَّار عن فليح بن إسماعيل بن جعفر بن أبي كثير قال:


(١) ربع الجيوش: أخذ ربع أموالهم، وكان ذلك حظ الرئيس عند الغلبة، واسم هذا النصيب المرباع.

(٢) الزط: جبل أسود من السند.

(٣) الجهاز هنا: فرج المرأة.

(٤) ملط: مستور، من ألط الشيء إذا ستره.

(٥) انعط الثوب: انشق.

(٦) الشط: جانب السنام.

(٧) الثط: الخفيف اللحية.

(٨) يروي: يتروى ويفكر.

(٩) في أ، م: «المغيرة بن محمد».