كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

4 - أخبار ابن سريج ونسبه

صفحة 257 - الجزء 1

  صوت من المائة المختارة

  ثالث الثلاثة الأصوات المختارة

  وهو الثالث من الثلاثة المختارة.

  أهاج هواك المنزل المتقادم ... نعم وبه ممّن شجاك معالم

  مضارب أوتاد وأشعث⁣(⁣١) داثر ... مقيم وسفع⁣(⁣٢) في المحلّ جواثم

  عروضه من الطَّويل. الشعر لنصيب. والغناء في اللَّحن المختار لابن محرز ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، وله فيه أيضا هزج بالسّبّابة في مجرى البنصر، وذكر جحظة عن أصحابه أنه هو المختار. وحكى عن أصحابه أنه ليس في الغناء كلَّه نغمة إلا وهي في الثلاثة الأصوات المختارة التي ذكرها.

  ومن قصيدة نصيب هذا مما يغنّى فيه قوله:

  لقد راعني للبين نوح حمامة ... على غصن بان جاوبتها حمائم

  هواتف أمّا من بكين فعهده ... قديم وأمّا شجوهنّ فدائم

  الغناء لابن سريج ثاني ثقيل مطلق في مجرى البنصر عن يونس ويحيى المكَّيّ وإسحاق، وأظنّه مع البيتين الأوّلين وأن الجميع لحن واحد، ولكنه تفرّق لصعوبة اللَّحن وكثرة ما فيه من العمل. فجعلا صوتين.


(١) الأشعث: الوتد. ودائر: قديم.

(٢) السفع: الأثافي وهي التي أوقدت بينها النار فسوّدت صفاحها التي تلي النار. وجواثم: رواس.